من مدينة اور التاريخية.. اكاديمي عراقي يطلق مبادرة لتأسيس بيت الثقافات والأديان العراقية

أربعاء, 03/10/2021 - 10:51

 أطلق "سعد سلوم" مؤسس معهد دراسات التنوع والعضو المؤسس للمجلس العراقي لحوار الاديان دعوة لتأسيس بيت/مجمع الثقافات والأديان العراقية، من مدينة اور التاريخية ، موضحا انه كفيل بخلق العراق عاصمة للتنوع الديني في الشرق الأوسط، وقِبلة للحج العالمي إلى أرض الحضارات الأولى.

واضاف سلوم " لا يمثل التنوع الرافِدِيُّ الغني تراثًا مشتركًا بين جميع العراقيين/ات فحسب، بل تراثًا مشتركًا للبشرية. لذا، فإن دعوته ليست جديدة، بل تمثل فكرة قديمة قدَّمها مرارًا في السنوات الماضية، وكانت بذرتها مبادرته السابقة "، لاعادة بناء مسجد النبي يونس في الموصل، بعد تدميره من قبل تنظيم داعش، بوصفه بيتًا/مَجْمَعًا للثقافات العراقية.

ومن ذلك المكان، يعاد رمزيًّا بناء "نينوى" جديدة كلُّيًّا. لكن سلوم ، كما يقول، يعيد " إطلاق المبادرة على نحو أوسع لبناء مجْمع للأديان في "أور" النبي إبراهيم، يُعاد -انطلاقًا منه- تَخيُّل عراق آخر بعيد عن الحصرية، ومنفتح على جميع الثقافات العراقية ، مشددا على ان هذا المَعْلم سيكون مكانًا للتعلم والحوار والعبادة، ومفتوحًا للجميع بدون أي مركزية دينية، وسيكون مَركزًا تعليميًّا لتعلُّم التنوع/والتعلم من التنوع" واكد سلوم على ان المبادرة قد سارت عليها مؤسَّسة مسارات التي يترأسها من خلال خطوات عديدة منها تأسيس معهد دراسات التنوع الديني سنة 2019، فضلا عن توفر التقاليد التي سِارت عليها مسارات مع شركائها وزملائها من ممثلي الأديان المختلفة، في تجربة المجلس العراقي لحوار الأديان سنة 2013.

وبين سلوم " انه كان قد سبق له في خاتمة كتابه "الأقليات في العراق 2013" اطلاق تحذير من ملامح الكارثة، التي يصفها بالقول " انها الكارثة التي تُحيق بنا بوصفنا عراقيين، وهي بداية النهاية بالنسبة إلى العراق.

وفي نظري، ما هذه النهاية سوى نهايةِ فكرة العراق في حد ذاته، بوصفه ميراثًا حضاريًّا ودينيًّا وثقافيًّا تعدديًّا غيَّر وجه العالم القديم، ونهايةِ العراق الحديث الذي انطلق في عشرينيات القرن الماضي، في ظل تعايش الجماعات الدينية المختلفة وتآخيها.

وشدد على أن زيارة البابا فرنسيس للبلاد تُمثِّل فرصة أخيرة، محفِّزة لنا جميعًا، إلى عكس دينامية نهاية التنوع، واستعادة هذا الميراث، وبناء وطنية عراقية جديدة.

واعرب سلوم عن تكريس البيت/المجْمع للتفاهم المتبادل، والهوية الإنسانية المشتركة. ولكن، من دون استعادة إنسانيتنا، لن يكون سهلًا أن نستعيد عراقيتنا، وكشف" ليكُن واضحًا أنَّ المضيَّ بهذا الخيار لا يعني وضع دائرة حصرية، تلعب فيها الأديان الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) دور المهيمِن الثقافي، بل ستكون دائرة أوسع تضم تعلُّم التنوع: الإيزيدي، والمندائي، والبهائي، والزرادشتي، والكاكائي... إلخ. في غصون ذلك اشار سلوم إلى ان مؤسسة مسارات خاضت هذا التحدي من خلال إطلاق معهد دراسات التنوع، في سبيل توفير المصادر والمناهج الدراسية والتدريب للأكاديميِّين ورجال الدين والطلبة، لغرض تنمية وعي المجتمع بالتنوع الديني، في إطار "الوحدة في التنوع"، وإدراك "أهمية التنوع" بوصفه مَصدر غنى للبلاد.

ولم يقتصر الاهتمام على توظيف التاريخ الغنيِّ للدِّيانتَين الإسلامية والمسيحية، بل شمل أيضًا الديانة اليهودية والمندائية والزرادشتية والبهائية.. ويذكر ان سلوم ، من مؤسسي المجلس العراقي لحوار الإديان 2013، والمركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهية 2018، ومعهد دراسات التنوع الديني في بغداد 2019، ومعهد صحافة التنوع في العراق 2020. ويترأس مؤسسة مسارات MASARAT للتنمية الثقافية والإعلامية، وهي مؤسسة متخصصة بالتنوع وحوار الإديان وله 16 مؤلفا عن شؤون التنوع المختلفة من أبرزها : الأقليات في العراق 2013، المسيحيون في العراق 2014، الوحدة في التنوع 2015، الإيزيديون في العراق 2016، حماية الاقليات الدينية والإثنية واللغوية في العراق 2017، وسائل الاعلام العراقية وقضايا التنوع الديني 2018، نهاية التنوع في العراق 2019. وقد حاز على جائزة ستيفانوس الدوليةStefanus Alliance International / أوسلو 2018 عن جهوده في الدفاع عن قضايا حرية الدين المعتقد في العراق والشرق الأوسط، وجائزة البطريركية الكلدانية عن كتابه (المسيحيون في العراق : التاريخ الشامل والتحديات الراهنة)، وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير عن مجمل أعماله الفكرية ونشاطاته المختلفة في نشر ثقافة التنوع في المجتمع العراقي.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف