" تراني أنا الذي أدخل الشيخوخة, أم ترى الوطن بأكمله هو الذي, يدخل اليوم سن اليأس الجماعي؟ أحلام مستغانمي/ كاتبة وروائية جزائرية.
ما مر به العراق خلال هذه الفترة, يشبه حال رجل وصل لسن اليأس, في الإنتقال نحو التغيير والإصلاح.. والسبب معلوم لدى كل مواطن, فلم يستطع نظام التشارك والتوافق السياسي, من تقديم ما يجب للوطن وخدمة المواطن؛ لكثرة الفساد وخلط الأوراق, التي جعلته لا يعرف الغث من السمين, ولم يحصد إلا الشعارات الرنانة, التي صمت أذانه فلم يعد يعترف بها!
ثمانية عشر عامٍ ويزيد, جرت عدة دورات انتخابية, قضت تحت حروبٍ انتخابتها الطائفية والعرقية, إضافة لعدم جود ملامح دولة, فبعد كل انتخابات يرى المواطن, صراعات سياسية حول من هي الكتلة الأكبر؛ لتتكون حكومة أسوءُ من سابقتها, فسرعان ما يصطدم بواقع مُرٍ جديد متكرر؛ حيث تتشكل حكومة هزيلة, من وزارات محاصصة, لتستمر المعانات تحت تصريحات بعض المسؤولين أنفسهم, حول بيع المناصب التي حتى السيادية منها.
لم يفكر أغلب ساستنا بتأسيس دولة العراق الحديثة, التي يديرها من يمتازون بالكفاءة, ناهيك عن النزاهة التي فقدت, باعتراف نواب ومسئولين حكوميين, فترسخ في عقل المواطن شعار" شلع قلع كلهم حرامية" الخادع.. ليختلط عليه الأمر فيخرج بدفعٍ سياسي, للتظاهر لفترة زمنية, بعد تكوين الحكومة, بما لا يزيد عن ستة أشهر, إلى قُبَيلَ الدعاية الانتخابية للدورة الجديدة,
طرح مشروع انتخابي, لبناء دولة المؤسسات, من قائمة يقودها السيد عمار الحكيم, في الدورات السابقة, لكنه لم يرق لبعض الساسة, فالعمل المؤسساتي يقتل المحاصصة والفساد, ويقوم على توفير الخدمة للمواطن, ليصل العراق لمفترق طرق خطير, ما بين عدم حصول إنجازٍ ملموس, وصولاً لمستقبل مظلم لا يعلم نتائجه إلا الخالق.
كان شعار الدولة في الدعاية الانتخابية, هذا العام واضحاً من خلال, تحالف قوى الدولة الوطنية, الذي يؤكد رئيسه, على بناء دولة العراق الحديث, فقد قال " لانريد برامج حكومية ورقية فقط, بل نريد أفعالاً حقيقية وأولويات خدمية, تُحدد بأطر زمنية, فالصحة والكهرباء والتعليم, وتشغيل العاطلين عن العمل" من خطاب الأول من محرم_ ساحة الخلاني.
بدأت سريعا هذه المرة, كانتخابات وُصفت أنها مبكرة, بُعَيدَ الشروع بتكوين التحالفات, وذلك لخطورة الوضع الذي له العراق, ولإيجاد أرض تمتاز, بشيء الخصوبة الفكرية, وإتاحة الوقت الكافي, كي يفهم المواطن, ماهية البرامج السياسية, ومعرفة القابل للتطبيق, من المشروع الذي يسيطر على الورق فقط.
" الأوطان هي التي تبقى, وأن الهدف يجب أن يكن, بقاء الوطن, وليس بقاء حكم أو نظام" الطيب الصالح, أديب وروائي سوداني.
سلام محمـد العبودي