من منا لا يعرف قصص الف ليلة وليلة ، وما اجمل قصصها بكل ما تحمل من حكمة وعبرة ، لتبقى خالدة في اذهان الكثيرين منذ ذلك الزمان حتى يومنا هذا الذي نعيش فيه قصص من نوع اخر ، ومختلف جدا عن تلك القصص الرائعة .
هل هم مختلفون ؟
مع قرب اجراء الانتخابات النيابية تبدا كالعادة التنافس الانتخابي بين المرشحين ،ليبدا كل مرشح بطرح برنامجه الانتخابي بما يحتوى من تفاصيل تتناسب مع حاجة الناس ، ووعود بتنفيذها في حالة فوزها بعد حصوله على الاصوات الكافية ، لكي يفوز في الانتخابات ، ويصبح عضوا في مجلس النواب هذا من جانب .
جانب اخر في التنافس الانتخابي هو محاولة اقصاء او ابعاد الاخرين في العملية الانتخابية ، وهو امر طبيعي جدا في كل بلدان العالم المتقدمة ، والتي تعيش في ديمقراطية حرة ونزيهة في نفس الوقت ، لكي يتمكن من حصد اعلى الاصوات ، مقابل خسارة او فشل الاخرين في كسب المزيد من الاصوات بطرق شتى ومختلفة ، الاهم الفوز له وخسارة الاخرين .على ما يبدو او ما هو معروف لما تقدم هذه الممارسة الطبيعية في كل الدول الاخرى ، لكن في بلدي تكون الصورة مختلفة تماما نعم تجري الانتخابات ، ويكون هناك تنافس انتخابي ، وبرامج تطرح ، ووعود تطلق منهم في اصلاح او تغيير وضع مرير ومعقد للغاية ، لكن الواقع مرآة حقيقية لما جرى ويجرى بمعنى اخر وادق واقصر الوضع لا يبشر بالخير مطلق في ظل معطيات كثيرة .
لكي لا نخرج من صلب الوضع نعود الى جواب سؤلنا يحاول البعض بان يصور للعامة بان فوز في الانتخابات القادمة ، ستكون مفتاح الذي سيغلق ابواب الدمار والفشل، ويفتح ابواب الفرج والحل لبلد يعيش النكبة بعد الاخرى ، ويرسم خارطة طريق نجاة البلد واهله على رمال متحركة في يوم تشتد بيه العواصف السوداء ، والامطار الغزيرة ، وان فوز الاخرين سيجعل البلد في وضع اشد واصعب من السابق بكثير , وفي حالة عدم فوزه ستدخل البلد في ازمات وحسابات اخرى نحن في غنى عنها في وقتنا الحاضر ، وقد تصل الامور الى المواجهة المباشرة بين ابناء المكون الواحد ، وما يخشاها الكل من تهديد البعض بتصعيد المواقف ، والاستعانة بالأوراق اخرى ليس اي علاقة في التنافس الانتخابية في حالة خسارته ، وفوز العدو اللدود لهم .
خلاصة الحديث الكل مشترك في ادارة الدولة ومؤسساتها ، وتقاسم غنائهم الوفيرة (علي بابا والأربعون لصاً )، والكل مشترك ايضا في دمار وقتل اهل البلد ، ومسالة الاختلاف او المواجهة هي مجرد زوبعة في فنجان ستنتهي بمجرد تقاسم الكعكة ( التوافق ، والمحاصصة )، ويرد من ورائها تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية بحتة ، و اجراء الانتخابات هي مجرد مسالة دعائية لا اكثر ولا اقل ، يرد منها بعث رسائل اخرى للدول العالم ، والمجاورة والاقليمية بالذات ، بدليل بلد يعيش في حالة لا يحسد من قتل فلذات اكباد ، ودمار وخرب في ربوع مؤسسات ومصانع ومعامل بلد الخيرات والثروات الطبيعية الهائلة ، والتغيير والاصلاح الحقيقي بحاجة الى ارادة وطنية حقيقية ، وبمشاركة الجميع .
ماهر ضياء محيي الدين