كل الناس تتألم بأشكال ودرجات مُختلفة .
حتى الاحزان مُختلفة والجُروح والظُلم والقهر .
كل شيء له قيمة ومقدار يُحدده الزمان والمكان والكيفية والكمية والاستعداد الشخصي وحجم ونسبة التأثير والقابلية والقدرة على الاستقبال . تراكمات الماضي . سهامٌ من الكلمات وجروحٌ من المواقف التي تلقفها عقلنا الباطن وخزَّنها في قلب الذاكرة المُثقل بالشوق الى الابتسامة . انه الاطار الدامي الذي طوق عالمنا الذي صنعته العائلة التي ارضعت اطفالها الدموع والاحباط والفشل والتسلط ...
ادوار في مسرحية كتبتها لهم شخصياتهم المنخورة في اوكار التخلف وعالم الخرافة . انها انفاق ودهاليز الدجل والاحتيال . عالم كبير من الانحراف الفكري والعقدي الذي ساقهُم الى الاضطراب الدائم الذي تسلل الى حياة الكثيرين المُستقرة الناجحة وحولها الى بُركة آسنة تعبث فيها جرذان الفشل التي تنموا في قاع الوهم والخيال ... تسلطوا على حدائق غناء كانت تنموا فيها أزهار الأوركيد البيضاء التي حاولوا اغتيالها . لكنها أبت ان تستسلم . ليس لأنها تحب ان تتنفس فقط . بل لأنها الروح التي تمنح الدنيا نقائها ورونقها وبعدهُ الذي يجب ان نراها منهُ ونُحسهُ ونختبر مشاعرهُ ...
انها بداية الرحلة .
رحلة التغيير والانتقال التراجعي من الموت الى الحياة . من الدموع الى الابتسامة . من الفشل الى النجاح . من الضعف الى القوة . الانتقال الابدي الذي لابد منه . لنقطع دابر ذلك العالم البائس الذي ذقنا فيه مرارة كل شيء ...
محمود الجاف