ركنت ذاتي المثقلة بهموم قطعت أوصالها بين زاويا مسارات ألإغتراب . تارة مهاجرةٌ وأخرى مفروضة تحت شعار ظلم الهجران وألإستبعاد القصري لماذا فرض علينا هذا الحال وصعُب هوانه …
لماذا امسيت أمضغ خاطراً منكسراً جلّ فرحته نقوش ذكريات حاضرة حفرت في مخيلتي لها أثر بالغ أجترها في نفسي كلما إحتجت إلى راحة …. لماذا سار بي الزمن يخفي بداخلي إعصار ألجور والمرار مطفئاً كل قناديل ألأفراح في الطفولة والصبا والشباب ؟ .. آه على عمرً لم يبقى منه سوى ملذات حاضرة هشة لا تستحق حتى مضغها لان فيها سوادٍ تجسمت فيه ظلمة كالحة ..
سألت نفسي كيف أحتفظ بطعم المتعة في لحظات روحية متفجرة ؟ وأغترف سعادة لا أشعر بوجودها… كيف لي أن أحتفظ في ذاكرتي المتعرقة برهق الغربة وضجرها وفي مسامعي ضجيج عجلات الزمان القاسية ألتي طحنت عمري وكيف أتنكر لسنوات الهناء وألسعادة وألإستقرار وشغف الطفولة الجميلة والبريئة يملؤها الحب والحنان واليوم في حياتي الرتابة والملل . لا أستطيع أن أستبدلها بسعادة طارئة وأنتقل إلى فضاء ممزوج بإحساس ضبابي أسال نفسي في حسرة من أمري أيهما أجمل مياه النهر الصافية أم موج البحر الهادر بعذوبته وحلاوته أمسيتُ وحيدة فقد تجمدت في عروقي عبارات لم أألفها من قبل .
جاشت بكياني . مزقت أوراقي . كسرت أقلامي
رفضت حياتي المدونة بين سطور كتاب غربتي
شطبت الملل القاتل ألذي سكن بين جدران وحدتي
تمردت على واقع ابتعادي عن محيطي
رافضةً ربط وِثاقي بحبال الوحدة
وأوهام ألسعادة ألكاذبة
وعادت عجلة الحياة من ذكرى الطفولة
كنت أنتظر قلباً على ألأبواب موعودة به
في لحظات مرت بي كالبرق
إنصهر قلبان في لحظة حُب
وعادت الذكريات بعبق عطرها
ليصبح ما كان يكون .…
هند شوكت الشمري