دور الأمن الاجتماعي في الإسلام الجزء6

جمعة, 12/31/2021 - 10:34

وهذه هي خصائص الظاهرة الإرهابية المنتشرة اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية. فقد تحول الإرهاب إلى مؤسسة وجمعية وحركة فهناك من يُمارسه بنفسه، وهناك من يدعمه بالمال والإعلام ومن يقف إلى جانبه ويؤيده وهؤلاء بأجمعهم يشكلون الظاهرة الإرهابية التي نُشاهد نماذج لها في الجماعات والحركات الإرهابية المنتشرة في عالمنا الإسلامي.

 

والعنف كما هو واضح من أخطر ما يواجهه المجتمع ويسلب منه الأمن والإستقرار وينشر الخوف والهلع بين الناس، فجاءت دعوة الإسلام إلى التسامح إلى إقالة العثرة والزلة وقبول العذر وغفران الذنب.

 إلى العفو عند المقدرة والرفق بعباد الله وجعل ثمن الرفق بالآخرين الرحمة الإلهية التي تنزل عليه يوم القيامة، بينما جعل جريمة قتل إنسان واحد معادل بقتل أمة يقول تعالى في كتابه العزيز: ((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.

 

وطالما لم يسفك الرجل دماً حراماً فهو في مأمنٍ من كل شيء فالدم هو النقطة الحمراء التي يجب أن لا يصله الإنسان مهما كلفه ذلك من ثمن.

 

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً).])

 

ونظرة فاحصة إلى المجتمعات التي ينتشر فيها التسامح لانجد للعنف إليها طريقاً وهكذا كان المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام، وعندما انتشر فيه التطرف دب فيه العنف وانتشر فيه الإرهاب إلى يومنا هذا.

اقتصاد أي بلد هو معيار تقدمه وازدهاره واستقراره وأحد مكونات الأمن في المجتمع فعندما يكون الناس متعاونين فيما بينهم لبناء اقتصاد مزدهر تنتعش مفاصل المجتمع ويستتب فيها الأمن فلاتجد من يسلب الآخرين حقوقهم ولاتجد من يحاول أن يستغني على حساب المجتمع.

 بل تجد الجميع بحركة متصاعدة نحو بناء الإقتصاد سواء كان في مجال الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات. 

فعندما يكون المجتمع متكاتفا روحاً وجسداً تجد كل عضو فيه وهو يكمل عمل العضو الآخر، فالمزارع يزرع في الحقل والتاجر يأخذ محصوله إلى المصنع والعامل يصنع ماتنتجه الأرض وما ينتجه المزارع وهكذا تستمر الحلقة الاقتصادية بصورة مرتبة ودقيقة حاملة معها المجتمع إلى الرقي والاستقرار والأمن وقد حظي التعاون الاقتصادي باهتمام بالغ من قبل النظام الإسلامي فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان اليهم لم يعسروا)وقال علي بن أبي طالب(عليه السلام): (أفضل السخاء أن تكون لمالك متبرعاً وعن مال غيرك متورعاً).... يتبع

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف