من المنتظر ان يعقد مجلس النواب الجديد جلسته الاولى يوم التاسع من هذا الشهر ليبدا مشوره نحو تحقيق امال الجماهير في الاصلاح او التغيير المطلوب لبلد يعيش في دوامة من الازمات المتلاحقة منذ سنوات خلت ولأسباب معروفة من الجميع .
من يشكل الحكومة الاغلبية السياسية ؟
ما تشهده الساحة السياسية من حراك منقطع النظير بين القوى السياسية خلال هذه الايام من اجل تشكيل الكتل البرلمانية الاكبر حسب ما هو معلن ورسم ملامح تشكيل الحكومة المقبلة وتقاسم السلطة والاتفاق على تسمية الرئاسات الثلاثة والاهم لديها ابرام الاتفاقيات التي تضمن لها مصالحها الحزبية بالدرجة الاولى ، ومصلحة الشعب تأتي في المقام الاخير ان وجد من يريد ذلك ، وما يتردد من تصريحات او بيانات او تغريدات التي تدعوا الى تشكيل حكومة الاغلبية السياسية التى يعتبره البعض الحل الامثل لمشاكلنا المتفاقمة ، بسبب سياسات ونهج الاحزاب الحاكمة منذ السقوط ليومنا هذا التى دمرت البلد ومؤسساتها وقتلت العباد .
لو رجعنا الى الو راء قليلا نجد ان الدعوة الى تشكيل حكومة الاغلبية السياسية لم تكن وليدة اليوم ، بل كانت هناك دعوات مشابهة في الحكومات السابقة تدعوا الى تشكيل هذه الحكومة ، لكنها فشلت في ذلك لأسباب عدة تقف في مقدمتها طبيعة التركيبة السياسية العراقية المعقدة للغاية التى تشكلت من خلالها كل الحكومات السابقة والحالية والقادمة سيكون تشكيلها وفق هذا الموروث المعهود .
الاستاد الكبير(مؤسس الدولة العراقية الحديثة) من وضع حجر اساس العملية السياسية قبل 2003 برمتها جعل قاعدة التوافق والمحاصصة ووفق الدستور والقوانين المشرعة اساس تشكيل الحكومة والبرلمان وتسمية الرئاسات الثلاثة ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ، بل جعلهما اساسا في ادارة الدولة ومؤسساتها واتخاذ القرارات الحاسمة ، لتكون النتيجة وضع البلد العام يرثى له في مختلف الجوانب والنواحي ، وغير ذلك هي شعارات مرحلية فضاضة لا تخلو من انها يراد منها تحقيق مكاسب سياسية واعلامية بحتة ،ولن تتشكل اي حكومة خارج هذا النطاق لا اغلبية ولا اقليه سياسية في عراقنا الجريح قادرة على انقاذ ما يمكن انقاذه ما دام نعمل وفق قواعد الاستاد الكبير .
ماهر ضياء محيي الدين