بقلم : ذرى كفاح
يحدث ان يجد الكثير منا نفسه بحاجة الى التوقف والبحث في مساحات علاقاته الشخصية والاجتماعية او الوظيفية . وعادة ما تدفعنا الاوقات المميزة مثل بداية العام الميلادي او الهجري او مناسبات ميلادنا مثلا او اي اوقات اخرى للتمعن والنظر بعمق في مثل هذه المساحات . ولا اجد مانعاً للتأمل في تأثير كل شخصية قريبة كانت أم بعيدة عنا ومقدار الفائدة والتغيير الايجابي الذي نحصل عليه منها والتحلي بقدر كافٍ من الشجاعة "لإزاحة" بعض الاشخاص المؤثرين في حياتنا واعادة ترتيب سلسلة العلاقات ضمن خطة مدروسة بعناية تتضح فيها رؤيتنا لما نريد الوصول اليه على المدى القريب والبعيد.
ولعل من افضل الهدايا التي يمكن ان يمنحها الشخص نفسه هو التوقف والتنظيم و"هندسة" علاقاته بشكل يضمن له راحة البال وروقان المزاج دون الاستسلام للضغوط الاجتماعية بل ادارتها بشكل ذكي لتساعد في خلق بيئة سليمة نفسيا وعقليا تساهم في الاستمرار بالانجاز وخلق "نظام دعم" يمكننا في الاوقات الحرجة من تجاوز الصعوبات التي تواجهنا في طريقنا الى النجاح وضمان التعلم والاستفادة من كل تجربة تمر بنا.
بالنسبة لي شخصياً أقدر جدا الاشخاص الايجابيين الذين يتمتعون بقدرٍ عالٍ من الذكاء والحكمة ممن لا يخجلون من استثمار كل ثانية من الوقت في تعلم مهارات جديدة او تبني مفاهيم ثورية تصل بهم الى العيش الرغيد . اشخاص ان طلبتهم وجدتهم في عونك دونما عتب او اهتمام للقشور .. تنبض قلوبهم بالمودة وروح التعاون والبناء الخلاق وحب الخير للناس .. اشخاص يستمتعون بالسير على طريق النجاح ولديهم دافع المساعدة دونما ادنى احساس بالدونية او ان نجاح الاخرين قد ياخذ من نجاحهم .
من المؤكد ان هندسة حياتنا بالشكل اعلاه لاتعني النفور من الاشخاص السلبيين بل الحفاظ على "مسافة أمان" تضمن لنا ادارة ناجحة للوقت واستغلال الفرصة لتقديم المساعدة الضرورية لهم عند الحاجة بحيث ندعم عملية التعليم والتطوير في المجتمع .