أنعم سبحانه وتعالى على العراق بالكثير من الثروات في باطن الأرض وسطحها، ومنها موقعه الجغرافي المميز، وهذا جعل مرور خطوط النقل فيه, وصار نقطة التقاء قارات العالم الثلاث.
العراق مفتاح ومحور مهم في طريق الحرير في غرب آسيا، كما ينقل خبراء إقتصاديون, والفاو رأس رمح الممر الاقتصادي, فيكون ميناء الفاو بوابة الحرير البحرية، المنفذ الأهم في طريق الحرير من فاو الى طرطوس، اقصر طريق الى اوروبا اليونان و ايطاليا، لأنه يوفر نصف تكلفة الشحن، و يقلص مدة النقل من 42 الى 10 ايام، خلال عشر ساعات لتدخل البضائع أوروبا، بواسطة قطارات 250 كيلومتر في ساعة، عكس الربط من إيران إلى تركيا مسافته ثلاث أضعاف مسافة عن طريق ميناء الفاو، و نقل سكك اعلى كلفة 3مرات من البحري، لذلك لم تخرج الصين من العراق في أوقات عدم الاستقرار الأمني.
الصين لن تتنازل عن العراق، وتقاتل من أجل التواجد فيه، فطريق العراق مؤهل أكثر لقرب المسافة, والبلد موقعه استراتيجي و تتوفر عمالة, وأرض خصبة ومياه سطحية وجوفية ،وسياحة اثرية ودينية، ويمر به خطان للنقل التجاري وخط الطاقة، وآخر برميل نفط وقدم غاز سيخرج من العراق.
الفاو يعطي عمقا بحريا مستقل للعراق بعيدا عن ايران والكويت، وهو يوفر مستقبلا ازليا له, بسبب ضيق نطاقه البحري ولا فرصة أخرى لميناء يدر علينا موارد ممتازة، ومن دون ميناء الفاو يصبح العراق دولة شبه مغلقة و محاصرة، والدولة التي لا تملك منفذ بحري معاقة.
الفاو مشروع الإنقاذ الوطني، لان طرق برية و بحرية وطاقة للطريق الحرير تمر جميعها من العراق، بذلك يربطك مراكز الاقتصادية المهمة ، و يصبح العراق ممرا للتجارة العالمية.
الحزام والطريق هو مشروع اقتصادي تنموي، أهم شيء في التنمية الاقتصادية هو مجال الطاقة المتوفرة في العراق، هدفه اعادة بناء اقتصاد عالمي جديد وعلى أساس تنمية مستدامة، طريق الحرير يحوله لبلد صناعي قادر على بناء نفسه، ومنطقة صناعية.
الصين أفضل من تمتلك قدرة على تمويل وبناء وتشغيل، ويكون ميناء الفاو منطقة صناعية، من خلال نقل معاملها الى منطقة ميناء الفاو، ومنطقة تجارة حرة، يوفر معامل في كل منطقة يمر بها طريق الحرير وحسب المواد الأولية متوفرة بها، تنقل منتجاتها الى طرطوس لتصدير، اي ننقل منتجاتنا الصناعية ايضا وليس فقط ممر لبضائع الاخرين، لأنه يسحب موارد أولية ويبني مناطق صناعية، إعادة بناءً البنية التحتية يوفر للعراق، مبالغ وموارد عالية, من خلال معامل منتجات البتروكيماويات يدخل له عشرة أضعاف قيمة برميل النفط.
يحوله الى اقتصاد متعدد الموارد، من خلال توفر تقنيات إنتاج حديثة، تؤدي الى ارتفاع إنتاج نفط 7 مليون برميل بسبب تقنية الاستخراج خلال فترة قياسية، الصين لديها تقنية الزراعة الجنية، لزراعة المحاصيل بطريقة تناسب أجواء البلد، وتقنية بناء بأسرع وقت واقل تكلفة ،بذلك يكون امن العراق اقتصادي ضمن امن الاقتصادي الصيني.
بعد كل هذه المنافع لماذا الاصرار على القناة جافة؟.. والتي هي لا توفر أي نمو اقتصادي للمجتمعات المحلية التي تمر عليها، لا أننا ننقل صناعات الدول الأخرى المحيط بنا ونأخذ عليها عمولة يعني ممر نقل وشبابنا عمال تحميل للبضائع، وبذلك لا يكون العراق من خلالها صاحب قرار مؤثر، القناة الجافر ممر بري بين بحرين، هي متوفرة من عام 1880، بالتعاون انكليزي فرنسي لربط الهند ، بقطار برلين، بقطار الشرق السريع.
الهدف الاستراتيجي للصين من طريق هو ضمان طاقة عن طريق البر و الهروب من مضائق، هذا يوفر للصين ضمان طاقة لمدة 70 سنة ، قادمة وذلك لأن مضيق ملقا الذي تأتي عن طريقة 80% من طاقة التي تحتاجها الصين، وهو منفذ استيراد وتصدير الوحيد للصين، تحت سيطرة الجيش الامريكي سابع، وهذا يسبب ضغطا على الصين في مجال الطاقة، مثلما الفحم يأتي من استراليا حليفة امريكا عن طريق نفس الضيق , لذلك مشروع الحزام يحول مناطق طريق الحرير الى مناطق صناعية لحماية اقتصاد الصين، وهذا يجعلها وبعد تجاوزها ازمة الرقائق الالكترونية، تسيطر على التجارة العالمية، أطلقوا عليه المصير المشترك أنت رابح وانا رابح، لأنه مفيد كل الدول التي ضمن الحزام والطريق.
يمكن ان نوضح اهمية وجود صناعة بتروكيماويات الصين تستورد سنويا ب 200 مليار دولار نفط وغاز خام، لكنها بالمقابل تحصل بسبب الصناعات بتروكيماويات تحصل على عائدات بمقدار 1.547 ترليون دولار، ان حصول العراق على نسبة 1% من سوق البتروكيماويات العالمي، فإنه سوف يحصل على 150 مليار دولار سنويا.
اما اهمية الصناعة بصورة عامة، مثالنا من السويد، التي تمتلك مادة خام لازمه للصناعات ألومنيوم بكميات كبيرة، فأنها عندما تبيع 1 طن من المادة الخام 49 دولار، اما عندما قامت ببناء مصانع للمنتجات النهائية ألومنيوم فأنها تبيع 1 طن 5000 دولار.
ينقل عن داهية السياسة نوري السعيد، قوله "نأخذ العراق عصفور مهلس" بأن نبعد العراق عن طريق الحرير ونتمسك بالقناة الجافة، و الاستمرار العراق بالاقتصاد الريعي يبيع النفط ليأكل شعبه، أنه لا يصبح بلد وإنما صاحب "بسطة" صغيرة، عندما لا يبيع لا يأكل، أم نأخذه نسرا قويا اقتصاديا، وبالتالي سيقوى على جميع الأصعدة، بالانضمام الى طريق الحرير نصبح بلد يفكر كما كبار البلدان التي تخطط إلى استثمارات ضخمة مستقبله، لكي تؤمن أجيالها القادمة.
يوسف السعدي