يبقى اصدق اشكال التعبير عن الحب .. ان يحبنا الآخرون كما نحن .. بميزاتنا الظاهرة وعيوبنا المستترة .. في ساعات الملل كما في ساعات المرح .. منبعاً للسكون في لحظات الحزن العميق .. وينبوعاً من الهدوء في لحظات اليأس والتراجع .. ونهراً دافقاً من السرور في لحظات السعادة ..
الحب لايعرف الانتقاد اللاذع واللوم وكلمات التقريع المتكررة ، بل ينمو ويسمو ويكتمل بالصبر وحلاوة اللسان التي تعكس رجاحة عقلٍ وحكمة قلبْ . خيرُ العاقلين من يمضي ايامه في تمحيص محبيه واولئك الذين يكنّ لهم المودة .. وينتقي من وسائل التعبير اجملها واوضحها واحسنها زماناً ومكاناً وكميةً . فأن كان طبع الأيام الذبول وطبع الشموس الأفول ، اليس الاجدر بنا ان نُشعِر المقربين منا بحبنا لهم كما هم ونشجعهم ان يقبلونا كما نحن؟
وأن كان وجودنا كبيراً جداً على اوعية استيعابهم .. او طموحاتنا لا تدركها بصائرهم.. فالحب في حقيقته لغة تتجاوز الخلافات جميعها وتجمع المتضادات في مصفوفة الخَلق القديم لتكتمل بها آية الوجود ..
بقلم ذرى كفاح