لا تتردّد بالنوم قليلًا، إذ قد يكون من الصعب تخصيص وقت لتجديد نشاطك واستعادة طاقتك وسط مسؤولياتك اليومية، لكن فوائد القيلولة تساعدك على تحسين صحتك وانتاجيتك، لذا خذ قسطًا من الراحة إذا شعرت بالتعب.
وإذا لم تكن تعاني من "قلة النوم جراء فيروس كورونا" (Coronainsomnia)، وهو مصطلح أطلقه البعض لعدم التمكن من النوم أو النوم بشكل جيد خلال جائحة فيروس كورونا، فإنّ فوائد القيلولة الظرفية صحية، على ألا تتجاوز 45 دقيقة حتى لا تتداخل مع إيقاع الساعة البيولوجية، ما يؤثر على وقت النوم ليلًا.
وإذا لم تكن تعاني من قلة النوم جراء فيروس كورونا، إليك 5 أسباب تحفزك على النوم لفترة قصيرة خلال النهار:
فقدان ساعة من النوم جراء تقديم الساعة
وإذا كان تقديم الساعة تماشيًا مع التوقيت الصيفي يرهقك أكثر، فتأكد أنك لست الوحيد الذي يعاني من ذلك. وهذا التغيير كان الملهم لتحديد يوم القيلولة الوطني في 14 مارس/آذار.
وكان عالم النفس وأستاذ جامعة بوسطن الراحل ويليام أنطوني وزوجته كاميل، خصصا يوم القيلولة الوطني عام 1999، بهدف كسر التحيّز الثقافي الأمريكي المناهض للقيلولة، وزيادة الوعي حول الفوائد الصحية لتعويض نوعية النوم.
وورد في مقال نشره أنطوني عام 2006، في "BU Today" ما يلي: اعتقدنا أنّ الاحتفال بأهمية القيلولة سيكون أمرًا جيدًا لكل من حُرم ساعة واحدة من النوم"، متابعًا أنّ غالبية الأمريكيين يعانون من النقص في النوم.
لذلك، خصّصت بعض أماكن العمل فترات قيلولة خلال النهار.
القيلولة قد تمنح دماغك الطاقة
وتوصلت دراسة موّلتها وكالة "ناسا"، أُجريت على رواد الفضاء إلى أنّ القيلولة لمدة ساعتين ونصف الساعة، حسنت من أداء الذاكرة العاملة التي تشمل وظائفها تركيز الانتباه على مهمة واحدة مع المحافظة على أداء مهام أخرى. وقد تتسبب الذاكرة العاملة الضعيفة بوقوع أخطاء، بحسب بيان صحفي صادر عن "ناسا".
ولفتت الدراسة إلى أنه بعد أخذ القيلولة سيتمتع المرء باليقظة والاسترخاء مباشرة بعدها.
تراجع مخاطر الإصابة بأمراض القلب
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة القلب عام 2019، أنّ القيلولة لمرة أو مرتين أسبوعيًا، قد تقلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
وتابع المشرفون على الدراسة 3400 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عامًا لأكثر من خمس سنوات، ووجدوا أنّ من يأخذون قيلولة لمرة أو اثنتين أسبوعيًا، لمدة تتراوح بين خمس دقائق وساعة، كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو قصور في القلب بنسبة 48٪.
المساهمة بخفض الوزن
كما بيّنت دراسة أجريت عام 2020 على النساء، أنه كلما حرمت النساء من ساعات النوم، زاد احتمال تناولهن للسكر المضاف، والأطعمة الدهنية، والكافيين.
وأوضحت أنّ قلة النوم الجيد تؤدي إلى الإفراط بتناول الطعام، لأنّ النوم غير الكافي يحفّز الجوع ويقمع المؤشرات الهرمونية للشبع. ووجد الباحثون أن هذه النتائج مهمة لأنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة واضطرابات النوم، جراء تناولهنّ كميات كبيرة من الطعام.
كما توصلت الدراسة إلى أنّ القيلولة تحسّن من جودة النوم الإجمالية حتى خلال الليل.
تعزيز الإبداع
وتوصلت دراسة أخرى إلى أنّ الجانب الأيمن من الدماغ، أكثر ارتباطًا بالمهام الإبداعية مثل التصوّر والتفكير، وقد تعزز القيلولة من أدائه، بينما الجانب الأيسر أكثر ارتباطًا بالتحليل.
ورأى الباحثون الذين راقبوا نشاط الدماغ لـ15 شخصًا أن الجانب الأيمن من دماغهم ينشط بالتواصل مع نفسه ومع الجانب الأيسر منه، الذي حافظ على هدوئه نسبيًا. وفي دراسة أجريت في يناير/كانون الثاني 2020، وشملت 2214 بالغًا صينيًا يبلغون من العمر 60 عامًا وما فوق، تبيّن أنّ المشاركين الذين أخذوا قيلولة بعد الظهر لمدة تتراوح بين خمس دقائق وساعتين، يتمتعون بمرونة ذهنية أفضل من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.