تعاقب عدد من الامناء بعد عام ٢٠٠٣ بمختلف الاختصاصات والانتماءات السياسية على منصب امين بغداد، وتباين اداء كل منهم حسب تقييم المواطن لا النائب الذي احيانا تتخالف او تتفق مصالحة مع اداء الامين وكذا بعيد عن تقييم المقاول والسمسار فكلاهما يسبح في بحر مصالحه.
بغداد مدينة مترامية الاطراف عانت الاهمال طوال عقدي الثمانينيات والتسعينات حين توقفت اغلب مشاريع البنى التحتية فيها بضغط قادسية الشؤوم وام المهالك، لكنها استمرت بالاتساع افقيا وعموديا، حتى حل عام ٢٠٠٣ ليسفر عن مايقارب الخمسون حي جديد بلاماء ولامجاري ولاتبليط ولاتشجير، عاجلتها التجاوزات على المساحات المخصصة للخدمات، ثم طرحتها ارضا المنافسات والتدافعات السياسية، ولم يمهلها التوسع والاتساع طويلا، حتى تريفت بعض مناطقها وغادر التحضر بعضها الاخر، اصبحت عقاراتها اسيرة السماسرة وعائداتها المالية خنقها الفساد؛ ومشاريع مابعد ٢٠٠٣ بين وهمي وبين تخريبي بلاتخطيط ولادراسة ولاتقييم.
امام حال العاصمة هذا كان امنائها بين شاطر اعلاميا يحول حبته قبة وبين توافقي" الي يأخذ امي ايصير ابوي"، يتعامل مع الجميع ويرضي الاقوى، لتمر فترته بسلام وب" خرجيه مقبولة" تؤهله ليكون من اصحاب رؤوس الاموال خارج او داخل العراق وال " سبع الي يعبي بالسلة ركي".
المواطن البغدادي يسمع تصريحات ولايشاهد انجاز، يأس من العلاج وهو يرى بغداد تقترب في بعض مناطقها من القرية او تتحول الى خربة بتسارع، فقد شبع واتخم ب" السين والسوف"، وجزع تبريرات وشكوى المسؤول الاول عن خدمات بغداد!!
تولى منصب الامين المهندس المدني علاء معن وهو اول امين متخصص في اعمال الامانة تقريبا، ايضا صاحب خبرة في الاعمال المماثلة لواجبات الامانة، كون صاحب شركة مقاولات ولديه مبادرات تخص الخدمات قبل توليه المنصب ك" ألق بغداد"، المواطن البغدادي اليائس لايعنيه الامر كثيرا، من هو الامين او من سيصبح في المنصب، وعزز هذا اليأس صمت الرجل وضعف الاعلام المسلط عليه، واستوحش هذا المواطن ال " السين والسوف" التي عاش عليها طوال ١٧ عام تقريبا.
نعم بعض التصريحات التي صدرت عن الامين على قلتها؛ كانت تتحدث عن الخير القادم كسابقيه وأن تغيرت بالاسلوب، فعلاء معن يحدد المشكلة ويضع الحلول، وهذا يشكل انتقاله ومؤشر ايجابي لدى المسؤول العراقي بشكل عام وامانة بغداد بشكل خاص.
بدات حملة لازالة بعض التجاوزات الحمراء في اهم مناطق بغداد كمدينة الصدر وغيرها، تفاعل معها الناس، وبدأ بصيص امل بالتغيير، بعدها انطلقت حملة اكساء او اعادة اكساء الشوارع، انطلقت حملات لتنظيم وتنظيف بعض الحدائق العامة، اضافة لبعض التحسينات والتطوير على مشاريع الماء والمجاري، تم تحريك بعض المشاريع المهمة المتوقفة في بغداد هذا العمل شاهده المواطن بأم عينه وربما للمرة الاولى بلا " سين وسوف"، الامر الذي اعاد الامل بأعادة وجه بغداد كعاصمة لبلد متميز بكل مافيه.
خطوات علاء معن لحد الآن تشكل نموذج لمسؤول يعمل بصمت ويحقق انجاز مريء، لكن يحتاج الى سند واسناد حقيقي من اصحاب النفوذ من ساسة وفعاليات مجتمعية ليتمكن من تنفيذ مايخطط له، فالرجل كما يبدو يمتلك كثير من الامكانات ولديه رؤية ليحقق انجاز.
نعم صدرت تصريحات ونشرت تقارير ضده وهي واضحة الاهداف الغايات وذهب ضحيتها كثير ممن يمتلكون الرؤية، غايتها اما اخضاعه او ايقافه فسيادة الفوضى في بغداد اجندة خبيثة، وحرمان المواطن من الخدمات هدف، خاصة وان اصحاب هذه التصريحات من نواب واعلاميين عرفوا بمهنة ابتزاز المسؤول لمصالح خاصة وشخصية.
نشد على ايدي امين بغداد الذي شاهدنا انجازه، وندعوه لثورة ادارية في مفاصل الامانة، وتنظيم قاعدة بيانات حقيقية في كل مديريةتتضمن تفاصيلها، ليسهل التقييم والثواب والعقاب، كذلك الضغط على موظف الامانة خاصة من يتولى منصب قيادي فيها و الذي يتذرع بذرائع معروفة وواضحة في الواقع العراقي، كالنفوذ والمليشات وسواها، فلم يكلف اي مسؤول في الامانة او غيرها من الدوائر بمسؤوليته في طوكيو او لندن، فهو قبل توليه الموقع يعرف واقع بغداد الاجتماعي والخدمي فلماذا وافق وقبل التصدي للمسؤولية؟ اذا كان غير مستعد لخوض ابسط مواجهة مع هذا الواقع! خاصة وان هذه الاعذار اصبحت باب من ابواب الفساد، وندعوا المتنفذين في الواقع العراقي لاسناد الامين؛ حتى يحقق مافي جعبته، ونعتقد حسب الواقع سيكون لصالح بغداد واهلها..
عبدالله الحسني