كانت ليلتها شاقة ..
حاولت إكمال تلك اللوحة العقيمة دون جدوى..
كأن الريشة والألوان أطراف مقصلة ..
تآمروا لؤد أحلامها الصغيرة
كعادتها تتبختر بقميصها الأبيض
مشتتة البال
تحدق في اللاشيء
وخصلات شعرها الأجعد
مبعثرة فوق مساحات عينيها الناعستين ..
وفي لحظة ضياعها الكبرى بين أكوام الورق ..
تسللت أنامله بعذوبة لتعانق خصرها ..
شدها لصدره .. موسم الدفء الأمن
دس أنفه في مسامات ذاك العنق الغض ..هامسا :
أيتها الفاتنة
قبل عينيكِ
كنتُ أحمل من السنين
ما فاق الثلاثين حسرة
أجعل من صدري مقبرة أحلام..
وحينَ عينيكِ
جاء الفجر معتذرا عن قساوة ليل وحشي
يأكل من الأمنيات سحرها
فأغظ الطرف عما سفكه بطش وحدتي الشاسعة
منذ عينيكِ
أنظرُ إليكِ ..
بمفهومٍ لا يُدرَك
بمنظارٍ لا يُستوعَب
بقسطاس وفاء مُعاب
أقاسمكِ من خلاله رغيف البقاء
حتى آخر شيب يتساقط
نغتسل بحلم ٍ عذب
نشهق نفساً ..
كوب حديث ..
ويجمعنا زمنٌ .. واحد
نُكملنا أنى احتجنا لنا
أنظرُ إليكِ ..
امرأة من حبر
تخبز قصائدها في ليل الغرام
أنثى نابضة ..
تجمعُ نبضات انتظارها في قارورة صبر
أنظرُ إليكِ
انقلاباً يغير سلوك الخريف بداخلي
ويلبسني ثياب الربيع
يُشذب عني كل حزن اقترفته
وكل مضيعة أتيتها لأشباه النساء
وكل خيبة مغروسة في تربة قلبي ..
تقتلعها .. أنامل ثورتكِ
وشفاه انتفاضتكِ ..
وحكومة نهديكِ
وجمهرة اهتمامكِ
في ملامحي المدفونة
تحت ثامن يأس
أنظر إليكِ ..
يدا تنتشلني من صحراء أشعاري
تطرد من فمي ألفاظ الشؤم
تعلّمني أبجد الإنس والسمر
يا خاتمة قلائل ايّامي الحسنة ..
أحبكِ ياحلمي الأشقر !
بقلم ميس خالد