ساحات المعركة مع الاعداء لا تقتصر على جانب واحد ، بل على عدة جوانب اخرى في المواجهة والصراع ، اذا ما عرفنا يقينا ان عدونا اللدود لها تاريخ مبهر في القتل والعنف والترهيب ، ولديها الامكانيات الهائلة التى يسخرها من اجل تحقيق غاياته مهما كان الثمن وعدد الضحايا، وهو ايضا يكن لنا الحقد والبغضاء , ولديه حسابات خاصة اتجاه بلدنا .
إن تكون السنوات القادمة سنوات مميز جدا في جوانب عدة في ظل ما نشهد من متغيرات يصعب علينا تفسيرها وقد لا نستغرب إن وجدنا أنفسنا نعيش في وطن لها تاريخ حافل بكل شي وحضارة عريقة تمتد لآلاف السنين لنتفاخر بيها على أمم كثيرة وفي تربه دفنت الأنبياء والأوصياء والأئمة الأطهار لتكون منطلقا في الفكر و مرجعا في إحكام الدين والعقيدة وكل هذا وأكثر ليكون حالنا من سي الى اسواء ،وباب الاحتمالات والتوقعات ما زال مفتوحا لغاية الان في ظل حكومات متعاقبة عاجزة وفاشلة بكل شيء .
ظاهرة موجودة سابقا على نحو محدد وليست وليدة اليوم ،بل البيئة المناسبة هي من أعطت ثمارها لهذه الظاهرة ، وهي انتشار الافكار الهدامة والحركات الضالة مع حالات أخرى منتشرة في مجتمعنا مثل الانتحار وتعاطي المخدرات والالحاد وغيرها قد تكون الأسباب كثيرة ومتنوعة في زيادة نسبة هذه الظواهر ما بين مشاكل البلد في شتى المجالات و انعكاساتها السلبية للغاية على أوضاع الكل وخصوصا طبقة الشباب ( المستهدف الاول والاخير) وعدم تصدي العلماء والمؤسسات الدينية لمعالجة الإشكالات التي تواجه الموروث الديني، فضلا عن غياب وعي فكري ودينيا قادرة على استيعاب أزمات الشباب وتساؤلاته وهذا بيت القصيد لان هناك عائقا أو حائل ما بين رجل الدين والشاب وعمق فجوة كبير جدا وان خطاباتهم الدينية لم تستطيع محاكاتهم لدرجة تزيد وعيهم وثقافتهم وتحميهم من خطابات تيارات أخرى تميل نحو التطرف والانحراف وصولا نحو الإلحاد رغم ما هو متاح اليوم لرجال الدين من حرية حركة ووسائل اتصال متعدد عكس فترات أخرى يصعب هذا الأمر .
وكذلك جرائم الجماعات "الجهادية" والميليشيات التي تستند لنصوص الدين والفقه، كما إن فساد وفشل الأحزاب الدينية في الحكم هما من الأسباب المهمة مع الأيدي الخفية الثى لم تتوقف عن نهجها( الحرب الناعمة ) وبث سمومها في جسد المجتمع لأنها لن تكن أو تهدى حتى نصبح في صورة يصعب تخيلها ووفق خططهم ومشاريعهم الاستعمارية.
لذا على رجالات الدين إعادة النظر في خطاباتهم والتوصل المباشر مع الشباب والاهم الوقوف على مشاكل الناس وقفة جدية موضوعية ومعالجاتها ووضع الحلول الكافية لها ولا نكتفي بالشعارات الرنانة والوعود الكاذبة من اجل اجتثاث من جذورها لان الاستمرار بنفس المنوال قد نصل إلى مراحل يصعب السيطرة عليها ونكون بمواجهة جهات ليس جهة واحدة اخطر واشد من داعش وقد نرى ما يصعب رويته إلا في الأحلام اذا تكن هناك حملة وطنية من الجميع للوقوف بقوة بوجه هذه الهجمات ، وفي مختلف ساحات الصراع والتنافس ، وخصوصا الفكري منها .
ماهر ضياء محيي الدين