تكبلنا التجارب السابقة في عقود حياتنا الاولى بسلاسل تثقل من ايقاع تقدمنا نحو اهدافنا المنشودة وتعكر صفو نظرتنا للأشياء بشكلها الواقعي المجرد . فترانا نرى الامور من زجاج الخيبة المكبّر او نتخذ قرارات نندم عليها لاحقا بسبب الخوف الذي في داخلنا والذي قد يكون مبررا او غير مبرر …
فتمشي بنا الحياة عجولة حتى تصل بنا الى عقدها الرابع! وهو من ارعب العقود واروعها .. انه ببساطة .. حالة من المخاض الوجودي العسير .. نقف عنده في مواجهة مرآة الاحداث السابقة في حياتنا وقراراتنا ومسبباتها .. نرزح تحت ضغط التحدي في ان نكسر اغلال الندم واليأس والإحباط او نبقى اسرى لها ونمضي ايامنا اللاحقة تحت تأثير مخدر "التسويف" والانغماس في ما لا ينفع ولا يقربنا الى ما نريد الوصول اليه .
ولعل من قليل الحظوظ في هذا العالم ان يصدف لقاؤنا بأصدقاء حقيقيين يبذلون الغالي والنفيس لكسر تلك الاغلال واطلاق ايدينا لتصبح اجنحة نطير بها الى حيث نريد .. أناس يعطونك المزيد والمزيد دون ان تطلب منهم ذلك ودون ان ياخذوا شيئا بالمقابل .
لذا عزيزي القاريء .. ان كنت وصلت الى هذا العقد ام لم تصل بعد .. وسواء مررت بمخاضك الوجودي ام لم تمر بعد .. اعلم انه شيء رائع! فعلى قدر خوفك من المواجهة . اعلم ان سنة الكون هي التغيير .. التغيير الصعب العسير الذي يفضي الى سكون جديد مليء بالحياة والهواء النقي بدءا من الانفجار الكبير للكون او انسلاخ الشرنقة لتصبح فراشة وصولا الى " تحميص" حبة القهوة على السنة اللهب لتعطي نكهتها المميزة ورائحتها الزكية.
بقلم / ذرى كفاح