لم يكن هناك فارقُ توقيت
أو جدارٌ عازلٌ بيننا
بل غرفتان متلاصقتان بأبواب موصدة
نجّارُها يبدع في وضع الأقفال
وأنا أعرف من أين يؤكل القفل
لست مريم
لكنّ
عنايةَ الإلهِ بقلبي
دوما حاضرة
تتدخّل لتملأني طمأنينة
أمّا المسافة
فهي أقصرُ ممّا تصورت
والوجهُ أعلمه جيدا
لكنّني غامرت
والأقصوصة متعددة الفروع
إلا أنّ فرعيَ ثابتٌ وحدوده السماء
وما يوما وهنت
لم تدرك هذا يا رفيقي
لسنا كأسنان المشط
بل أنا النهى من أصنعها
وإني ألوذ بعيدا
فما كنت يوما أحب إحصاء الأعداد
واحد
اِثنان
أربعة
هل رأيت !؟
لا أبدع في العد
فأنا إلى ما لا نهاية
أمضي في طريقي
وتمضي أنت في طريقك
حسبنا ما كان بين السطور
حسبنا التصورُ المشبعُ بالحياة
أمّا بيتُ العنكبوت
والطرقُ المتعرجة
والوجوهُ الكثيرة
فأنا
يا رفيقي
لا أعوِّل عليها أبدا .