أي جنونٍ ذاك الذي حملكَ إلى خُلجاني..
إيُها المُستَثنى من كوكَبةِ الصُدفات..
روحك مسند أحلامي الوفيرة
حين أركن رأسي على صدر الليل
تولدُ من بين النجمات
تسقط بين ذراعي قلبي
أتلقاك شهقة تنحدر في وديان شوقٍ سحيق
ألملمُ أولَ صَوتك ..
أدلل شفتي بترتيبِ حِروف إسمك
أنطُقك.. أول تلعثمي بك
وصوتي في مسامعك.. يغدو ملاك ..
سجينة أنا
ولا مخرج من هذا الجرح الموصد.. إلا فسحة بيضاء
على متن دفتر
أعرف أن من يكتب في الحب
كمن يكتب برصاصة طائشة
ستصيبه بألفِ قصيدة ...
زهيدة هي اللحظات دونك
تجرّني لمواطن الغربة ..
أصارع موتي في خضمّ الحياة
في عباب التوق واللهفة والحنين واللا جدوى
إحتضنتك بقوة ذات وداع
وأودعتُ شطرا مني بين حناياك
وحملتُ شطرا منك في خلدي
فاستحوذ بعضك على كلّي
أن يجمعنا الورق ولا تجمعنا العيون
ذلك هو العذاب بعينه
أن تكون ماثلا أمامي ولا تحتويك أصابعي ...
أن أعيشك بكل ذرة في كياني دون أن تشعر ...
أن أرى ملامحك في كل الوجوه .. ولا أراك...
أن نكون تحت سماء واحدة ولا نلتقي
ذلك هو العذاب بعينه
أشتهي حبّك المكثّف
واليأس سمّ يقطّر في مسامات أملي المتثائب
يمضي كموت بطيء في أروقة احتضاري
قدري أن أعيشك حلما يشاركني ذعري المصلوب
على ممر الخذلان
قدري أن أعثر عليك داخل مرج التمنّي
كنهرين متجاورين
لا يلتقيان ولا يفترقان
تعال...
وتحسس أشواقي المنتهية الصلاحية
سأتلو عليك حكاية ألف رغبة ورهبة
وانفخ في رئتي سحر الكلام
وامنح أنفاسي مهابة العطر
تعال.. وخبّئني من مارد انـتظاري
وارم عليّ يمين العناق !
ميس خالد