طابور طويل، وشباب طموح أكبرهم في منتصف الثلاثينات مرتدين ثياب جديدة وجميلة كأنهم ذاهبين لحفل زفاف ، ويحمل كل واحد منهم ملف فيه نسخ من أوراقهم الثبوتية مع شهاداتهم الجامعية ، كل هذا عند شركة توظيف في منطقة تحتضن الأثرياء ومن يعمل في هذه الشركة شابات جميلات جدا والإبتسامة لا تفارق وجوههم الغارقة بمستحضرات التجميل ، و لديهم أساليبهم في إقناع الآخرين .
الشركة ما هي إلا شركة احترفت الاحتيال ،ويشرف عليها ثمان شابات منزوع من قلوبهم الرحمة ويستغلون المكان وجملهم ودرسوا حاجة الشباب ، ووضعوا خطة عمل مقنعة وكل واحدة لها دور معين .
من محاسن الصدف أن صديق إعلامي أعرفه حق المعرفة سمعت عن هذه الشركة وقرر التوجه إليها بحثا عن الرزق ، لكنه أحس أن ما يدور حوله عليه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب ، وخرج من هذه الشركة بعدما قالت له احداهن " أن كنت تريد وظيفة ، فأنا عندي لك وظيفة لكن أدفع لي الآن مبلغ ..."، وبعد انتهاء جملتها خرج دون أن يدفع أي مبلغ يذكر لها أو لغيرها .
أنا حزين على الأعداد الهائلة من الشباب الذين وقعوا ضحية لهذه الشركة ، كيف شباب مثقف وجامعي أن يكون مغيب هكذا ، إلا يعلمون أنه لا يوجد في وقتنا الحاضر أي شيء سهل على أرض الواقع بسبب الظروف الاقتصادية العالمية و البطالة وأعداد الخريجين الكبير وقلة الموارد.
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا