أين نحن من عمر بن الخطاب

أحد, 01/08/2023 - 22:17

لعلي اختياري لشخصية الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى أكتب مقالي هذا يرجع إلى أن الخليفة العادل مع شدة ورعه وزهده وعدله، إلا أنه أيقن أن العدل في السماء فقط، وللأسف الشديد، فإن مسئولينا جميعاً قرءوا وتدبروا بإمعان سيرة الفاروق عمر بن الخطاب، والأدهي والأمر عندما ترد قصة من قصص عمر يتباكى البعض، ويظهر حبه له وللرسول صلى الله عليه وسلم، ونسوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "يحشر المرء مع من أحب"، فرد أنس قائلاً: "فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت.

 

فليضع كل مسئول ووزير نفسه من هذا الحديث، وليعي تماماً أن الحب ليس بالانسجام بالقصص، والتباكي أمام الناس رياءً، وإنما الحب في إتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، يقول الله عز وجل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب.

 

ولنتسائل؟؟؟ كم من مسئول خرج في الليل وتتبع أحوال رعيته!!! إذا كان المواطن لا يستطيع رؤيته نهاراً، فكيف يراه ليلاً.

 

كم من مسئول قال "لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها"!!! وهناك بشر وأناس يتعثرون ويموتون جوعاً وبرداً في بلدهم.

 

كم من مسئول عاقب وزير وأبنائه بسبب تمردهم على الناس، كما فعل عمر بن الخطاب مع أمير مصر عمرو بن العاص وأبنه!!! ولكن أبناء وزراءنا هم الوزراء، يصولون ويجولون بحصانة أبائهم.

 

قال عمر لمولاه محمد بن مسلمة أذهب لعمرو بن العاص وانقل له رسالة مفادها" من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى العاص بن العاص... بلغني أنك تجلس في مجلس الحكم متكئاً، فإن لم تجلس متواضعاً عزلتك"، تماماً كما يفعل مسئولينا ووزراءنا مع رعيتهم، فالأبواب مفتوحة أمام الجميع، لكن يبقى أن نراعي وزراءنا الأفاضل، وأن نكن لهم الاحترام والتقدير، لأنهم بالفعل أجادوا تقمص شخصية عمر وكان أسوة لهم في تعاملاتهم ومعاملاتهم.

ألم يتجه مسئولينا إلى ركوب السيارات الفارهة، والمواكب العظيمة، وإلى تعبئة أرصدة البنوك، وإلى تعليم أبنائهم من أموال الشعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتحدث خطباء المساجد في بلداننا العربية عن الصبر والمصابرة والاحتساب، ونحن الشعوب راضين تماماً بما كتب الله، لكن أين المسئول والوزير من هذا الصبر، أيقف المسئول بالساعات على الطريق لانتظار سيارة تقله إلى عمله، مثله مثل المواطن؟، أم أنه يأكل فولاً وعدساً كما يأكل العامة؟، نتسأل جميعاً، هل ينام المسئول هو وأبنائه جوعا كما ينام غالبية الناس.

ما يؤسف أن مسئولينا ووزراءنا الأجلاء يعرفون تماماً أن الجوع قد أخرج سادة الأمة وزعماءها من بيوتهم (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهم)، فهل سيخرجوا يوماً كما خرج من هم أشرف منا ومنهم.

إن المجال لا يتسع لسرد قصص أمير المؤمنين عمر، ولكن العبرة والخلاصة ، أين نحن من عمر بن الخطاب، ولو كان بيننا عمر بن الخطاب هل سيرضى على هذا الحال

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف