إنّ للتمييز العنصري العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوثه أو تحفز حدوثه بلا وعي، والتي منها:
يعتقد الكثير من الخبراء أنّ المصلحة الشخصية هي أساس التمييز العنصري، وقد ظهر هذا الاعتقاد في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وذلك من خلال تطبيق سياسة العبودية على الكثير من الأشخاص حول العالم، وإجبارهم على العمل دون مقابل أو بمقابل يسير، إذ كانت وجهة نظرهم أن هؤلاء الأشخاص أقل مستوى من بقية البشر.
من الشائع أن الجهل هو المسبب الأول للعنصرية، إلا أن الكثير من العقول الذكية العنصرية في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي دعمت فكرة العنصرية والتمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو غيره، من خلال إيجاد مشاكل صحية لدى الأطفال الذين يمتلكون أصولًا مختلطة؛ مما يتسبب في قصر أعمارهم.
إن الكراهية الشديدة غالبًا ما تتولد من الخوف، فقد يشعر بعض الأشخاص بالتهديد من قبل أشخاص آخرين قد يعتبرونهم مختلفين عنهم، فيخشون على أنفسهم من فقدان شيء ما، سواء سلطة أو منصب أو غيرها، وللتصدي لهذا الخوف فهم يسعون إلى الحصول على دعم من أشخاص آخرين لديهم المخاوف ذاتها ضد هؤلاء الأشخاص، الأمر الذي يؤدي إلى تفشي العنصرية.
تدعم وسائل الإعلام المعتقدات العنصرية بشكل كبير، وذلك لكون الإعلام انعكاسًا لثقافات مختلفة، وتُنمّي بعض وسائل الإعلام التمييز العنصري من خلال إظهار البعض من المجموعات كمرتكبين لجرائم عنيفة في الأفلام أو إظهارهم يعانون من الفقر بشكل مبالغ فيه، حيث يؤثر ذلك في نظرة هذه المجموعات لأنفسهم وكذلك نظرة المجتمع لهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ بعض هذه الإعلانات أو العنصرية التي تصل إلى العقول خفية، وقد لا يكون وراءها أي نوايا سيئة، ولكنها تؤثر في المجتمع وتُسبب آثارًا سلبية على الجميع.
عادةً ما يكتسب مجموعة من الأشخاص نفس المعتقدات لعيشهم وتعاملهم مع أفراد أسرتهم وأصدقائهم العنصريين فقط، وبالتالي فإنّ الانغلاق على النفس مع أشخاص يملكون معتقدات عنصرية وعدم إنشاء علاقات متنوعة؛ سيؤدي ذلك إلى زيادة العنصرية في المجتمع وتنميتها بشكل مبالغ فيه.
تظهر العنصرية عندما يتم الحكم على الآخرين بسرعة اعتمادًا على مظهرهم وملابسهم وطريقة حديثهم وسماتهم الجسدية، مما يؤدي إلى تصنيف الناس ضمن مجموعات مع إعطاء الأشخاص الذين يتشاركون بعض الصفات نفس الحكم، كقول أن أفراد هذه المجموعة جميعهم عنيفون أو مخربون.
إنّ الهدف الأساسي من التعرف على أسباب التمييز العنصري هو محاولة الابتعاد عنه ونبذه، وفيما يلي بعض الخطوات التي يُمكن اتباعها لنبذ التمييز العنصري:
القضاء على الممارسات، والسياسات، والمعتقدات العنصرية في جميع طبقات المجتمع ومؤسساته.
تحديد طرق الاستفادة من الأنظمة والمؤسسات في المجتمع لنشر ثقافة نبذ التمييز العنصري.
زيادة الوعي بكيفية تأثير العنصرية على الأفراد والمجتمعات.
تفكيك الأنظمة والمؤسسات العنصرية
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية