بعد التحذيرات من تفاقم التوترات بالضفة الغربية المحتلة عقب هجوم نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين يوم الخميس، وأسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين، بدأت الجماعات الفلسطينية المسلحة في تنفيذ وعيدها بشأن الانتقام من الحادث.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن "الهجوم الذي شنه مسلح فلسطيني أمس عندما فتح النار في كنيس يهودي بالقدس الشرقية وأسفر عن مقتل 8 مستوطنين، يأتي وسط تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، ويعد أول اختبار لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليمينية المتطرفة، بشأن هذا الملف".
وقالت الصحيفة إنه "يُعتقد أن منفذ الهجوم، الذي تم تحديد هويته على أنه رجل فلسطيني يبلغ من العمر 21 عامًا من القدس الشرقية وليس له سجل جنائي، تصرف بمفرده. ولكن في المقابل، رحبت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالعملية وقالت إنها "رد سريع على مذبحة جنين، ودليل على حيوية واستعداد المقاومة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات المسلحين الفلسطينيين قد زادت خلال العام الماضي، حيث قُتل 29 إسرائيليًا. واستهدف مسلحون معابد يهودية إسرائيلية في الماضي، ولكن مع ذلك، فإن إطلاق النار الجماعي على المصلين أكثر ندرة.
كما أوردت، في الوقت نفسه، أن العام الماضي كان الأكثر دموية من قبل قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، حيث استشهد ما لا يقل عن 146 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وهو أعلى عدد من القتلى منذ عام 2004.
وقالت الصحيفة إن هجوم القدس يأتي في نهاية شهر دامٍ بشكل خاص في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا منذ بداية العام خلال غارات عسكرية إسرائيلية على مناطق فلسطينية أو هجمات فلسطينية على مستوطنين.
وأضافت أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في الحكومة اجتماعًا أمنيًا لبحث سبل الرد، مما أثار مخاوف من رد فعل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي تواجد في موقع الحادث ودعا إلى "زيادة تسليح المستوطنين".
وأوضحت "واشنطن بوست" أن الحادث وقع في منطقة متنازع عليها بالقدس الشرقية المحتلة تشمل أراضي يطالب الفلسطينيون بأنها عاصمة لدولتهم في المستقبل. وضمت "إسرائيل" المنطقة بعد احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. ومنذ ذلك الحين، سمحت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ببناء المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية وفي الأحياء العربية بالقدس الشرقية.