حسام عبد الحسين
في بادئ الأمر تحاول (الرأسمالية) على مر التأريخ بإبعاد المناهج السياسية عن (الإنسان) وتشكيل وخلق مناهج سياسية ومسميات ضد اعتماد منهج (الإنسان).
إن العراق ضمن منهج الرأسمالية ولم يخرج عنها وعن سياساتها, فمرة تحت رأسمالية بريطانيا (الملكية) ثم تحت رأسمالية الاتحاد السوفيتي (عبد الكريم قاسم) وتأسيس التيار العروبي لضرب الحركات آنذاك التي أطلقت شعار (الإنسان) فتم إعدام (٣ ألف) متظاهر تقريبا، ثم دخل العراق تحت رأسمالية أمريكا وفرنسا (حزب البعث بأحمد حسن بكر) ثم الصراع داخل هذا الحزب (وهيمنة صدام وعائلته) وإعادة التيار العروبي (امة عربية واحدة…) وبدأ الخلاف بين صدام وأمريكا وفرنسا لعدم مساعدته بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران بعد الحرب العراقية \ الإيرانية، فدخل صدام تحت رأسمالية روسيا وبدأ خلافه مع حكومات الخليج وأمريكا (طبعا انهيار فرنسا عالميا ليس موضوعنا).
وبالتالي؛ بسبب توسع النفوذ الروسي-الصيني في الشرق الأوسط وخضوع واردات العراق لروسيا بواسطة صدام قررت أمريكا الدخول للعراق في ٢٠٠٣ واحتلال العراق وبمشاركة كل أعضاء تحالف الناتو حاليا وتأسيس مؤتمر لندن في بريطانيا ٢٠٠١ لتأسيس طبقة حاكمة للعراق تحت وصاياهم وفعلا تم ذلك.
دخلت روسيا والصين في صراع مع أمريكا وحربهم من داخل العراق بواسطة حليفتهم إيران فبدأ التنافس والصراع داخل العملية السياسية التي تحكم العراق .. فمرة بالقضاء على داعش سيطر حلفاء إيران على حكم العراق ومرة بالفشل السياسي لانتفاضة تشرين أعادت أمريكا نفوذها بواسطة الكاظمي فأرجع الأخير بتوجيه أمريكا التيار العروبي والدخول ضمن مسمى القومية العروبية والخليج العربي والقمم التي أقامها وما بطولة كأس الخليجي “٢٥ “ إلا لإعلان العراق ضمن محور التيار العروبي الذي ترعاه أمريكا تأريخيا ولضرب النفوذ الروسي الصيني أيضا بدليل انتفضت إيران وقالت: (الخليج الفارسي وليس العربي). وهذا الدعم المالي والإعلامي لحكومات الخليج لهذه البطولة ما هو إلا لجر العراق عن النفوذ الإيراني.
نعم الحكومة العراقية ألان نفوذها إيراني لكن ضربات المتظاهرين داخل إيران جعلت النفوذ الإيراني داخل العراق يجامل أمريكا والحكومات الخليجية (التابعة لأمريكا) خوفا من سقوط النظام الإيراني وانتهاء من يتعكزون عليه.. بدليل الصراع العنيف داخل الإطار ألتنسيقي الذي انبثقت منه حكومة السوداني.
إن سيطرة الطبقة الحاكمة على الإعلام بكافة وسائله جعلت كافة المجتمعات في العالم تخضع دائما للعقل الجمعي والمجتمع العراقي أحد هذه المجتمعات, وهذا العقل الجمعي يحركه الإعلام؛ مرة بشكلا علني ومرة بشكلا خفي وناعم بمليارات الدنانير من الخزينة العراقية لذا توهم المجتمع العراقي بان هذه البطولة تصب في مصلحته وترهات رفع أسم العراق بينما الحقيقة هو إعادة تأسيس التيار العروبي (الخليجي) الخاضع لأمريكا لمناهضة التوسع الروسي الصيني.
نحن نعلم أن كل هذه المسميات هي رأسمالية والرأسمالية تتصارع بينها لكن من الداخل ولا تلغي نفسها نهائيا لان إلغاء نفسها يعني اعتلاء منهج (الإنسان).
لذا نحن ضد كل هذا الصراع ورتوشه واستعراضاته وتياراته ومسمياته ودوله لأنها جميعا جاهزة للقتل والتفقير والتجهيل للإنسان والمجتمعات من أجل أرباحها المالية والنقدية والتوسعية.
⁃ تساؤل / الحكومات الخليجية من ضمنها العراق جميعها ترفع شعار "الإسلام والإسلامية" لماذا لم تسميه الخليج الإسلامي بينما ذهبت للقومية وسمته الخليج “العربي”!؟
هذا التساؤل أحد إثباتات الأدلة لطرحنا.