مصطفى عبد الله الظاهر
لسان حال جمع غفير من المتقاعدين …
حدثني احدهم بمرارة مصداق ما عاناه من الحالة التي سأسردها هنا باختصار طائفة من مفردات تلك المعاناة ..
قال صديقي المتقاعد حديثا :
حين تمر في رحلة الحياة بظروف مختلفة نزولا وصعودا تكتشف أصنافا من الناس ممن تعيش معهم في وطن واحد… وهذه تجربة بعض الناس في زمن ما بعد التقاعد… وهي عين ما عشته أنا ولعلي لا ابالغ إن قلت إنني اكتشفت بعد الاحالة على التقاعد الناس ممن عاشوا معنا خلال الحياة العامة والحياة العملية خاصة ولا سيما الذين عاشوا معنا في مجتمع صفته الاخلاص في العمل دينا ودنيا … فقد اتضحت لنا حقيقة ان الناس كانوا وما زالوا فئتين اما الفئة الاولى فقد اظهرت الإحالة على المعاش حقائقهم بجلاء لان هذه الحياة مصفاة تساقطت عبرها الشوائب بكل معانيها من النطيحة والمتردية والمقنعين من ذوي المصالح ومن المنافقين والمتسلقين خاصة وعلقت الصفوة الخيرة في الأعلى ....
لقد اظهرت ظاهرة التقاعد حياة الزيف التي كان بعضهم قد تشرب بها ولا سيما ممن كانوا ينادون بالصلاح والوطنية ويتظاهرون بالتقوى من بعض الي طغراء الجباه ... واظهرت ظاهرة التقاعد ان آخرين وهم الفئة الثانية انهم كانوا وما زالوا أصفياء يظهرون ما خلد في قلوبهم من حب للخير والصداقة الحقة بكل معانيها…. وهم عاشوا حياتهم باستقامة مشهود لهم فيها بالصلاح والاعتدال…
…
افدت فكرة الموضوع من طبيعة حياة الناس بعامة بما فيها من متناقضات… ومما عاشه بعض الناس وعبروا عنها بصدق ..