منذ أكثر من شهرين وأنا أشاهد صورته في كل مكان أنه "فرانك عاد هوغربيتس" أو كما بتنا نطلق عليه تسمية "العالم الهولندي" لأنه من هولندا .
أنا احترم العلم والعلماء وأقدر الأبحاث والدراسات ، لكن الرجل كل يوم يظهر علينا يتنبأ بشيء أغرب من الآخر ، كما أنني بحثت كثيرا عن سيرته الذاتية باللغة العربية والانكليزية حتى أعرف عن شهاداته الجامعية وخبرته من أين اكتسبها لكني لم أجد أي شيء يذكر سوف مقاطع له متناثرة وقصيرة ، وتعليقات منه على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يتنبأ بالدمار والخراب ..!!
المضحك أيضا بالأمر أن أحد أصدقائي في الأردن وقع ضحية لتنبأته حيث أشترى شموع وبطانيات ومعلبات ووضعها في صندوق سيارته ، وطلب من زوجته وأطفاله أن يكونوا مستعدين بأي وقت لحدوث الزلزال الفتاك الذي سوف يدمر البلاد و يشرد العباد ، والذي سوف يأتي في اليوم الذي حدده العالم الهولندي والحمد الله مر هذا اليوم بهدوء وسلام دون حدوث أي شيء يذكر.
الآن سوف يأتيني سؤال مفاده أن الرجل صادق ولقد تنبأ بحدوث زلزال تركيا المرعب وهذا يكفي ، وجوابي ببساطة أن تركيا معروفة منذ وقت طويل أنها تعاني من كثرة الزلازل وذلك لأسباب كثيرة يطول شرحها ، وهذا ليس معناه أن كلمته لا تصبح أثنتين ولا خلاف عليها .
وما علينا فعله الآن هو أن يجتمع علمائنا المختصين ويتواصلون مع الجمهور بشأن الزلزال ، وأن تتوقف وسائل الإعلام المختلفة من تداول تنبؤاته وجعله العالم الذي لا مثيل له في هذا الكون .
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا