حلُّ علينا عيد الفطر السعيد، أعادَه الله علينا، وعلى الأُمَّتين العربية والإسلامية بكل خير وسلام، ويُعَدُّ عيد الفطر من أهم الأعياد في الإسلام، ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
ويعبِّر هذا العيد عن فرحة المسلمين بانتهاء صيامهم، وتحقيقهم للقرب من الله، وزيادة الأجر، ومضاعفة الثواب.
وفي القرآن الكريم ، قال الله تعالى في سورة البقرة: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"، وهذا يعني أن شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، وهو شهر يحتوي على الهدايا، والأحكام والقيم، والتعليمات الواضحة للإنسان لما ينبغي عليه العمل به، والامتثال لتعاليم الله -سبحانه وتعالى- وتكاليف الشرع الحنيف.
ويحتفلُ المسلمون بالعيد بتبادل التهاني، والزيارات، وتناول الطعام، وتقديم الهدايا، وتعتبر زكاة الفطر من أهم الشعائر التي يقوم بها المسلمون في هذا اليوم، حيث يُعطَى المحتاجون من الطعام أو المال قبل صلاة العيد.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا العيد يتميَّز بعدة عادات وتقاليد تختلف بين المناطق والثقافات، ومن أهم هذه العادات تناول طعام العيد، وارتداء الثياب الجديدة، وزيارة الأقارب، والأصدقاء وتبادل التهاني، والهدايا.
إضافة إلى ذلك، يُمكننا الإشارة إلى أنَّ أهمية العيد تتلخص في تعزيز العلاقات الاجتماعية، وتمتين عُرى الروابط الأسرية؛ حيث يجتمع الأهل والأصدقاء والجيران لتبادل التهاني والتحية؛ بما يعزز المحبة، والتآلف بينهم.
ومما نشاهده اليوم مع كثرة المشاغل والأعمال التي يكاد الشخص يزور معها أقاربه المقربين فقط، ومع مرور السنين بين حقبة الثمانينيات، مرورا بالتسعينيات من القرن الماضي نجد أن تلك العادات الاجتماعية بدأت تقل، وبدأت تتزايد اختلافات مظاهر عيد الفطر عما كانت عليه قبل تلك الحقبة من الزمن، حيث نجد جميع الأسر تتسابق في شراء الذبائح، وعمل المظاهر نفسها التي تقام في عيد الأضحى من خلال ذبح الذبائح، وعمل الأكلات مثل المشوي (التنور)، والمشاكيك، والمقليات...وغيرها، وهذا ما أثقل كاهل الأسر الضعيفة في الدخل، وزاد من أعبائها.
وابتعد الكثير عن زيارة الأرحام بحجة الذهاب للرحلات، وزيارة المعارض، ومهرجانات الأعياد التي تُقام في بعض المناطق، وزيارة الحدائق العامة للترفيه على أولادهم، وغيرها كما لا أنسى أن هناك من الأسر من تفضل في مثل هذه المناسبة السفر خارج البلد للترفيه، وغيره، وتتناسى ما هو مطلوب منها، من زيارة الأرحام، والالتقاء بالأهل، والأصدقاء في مثل هذه المناسبة الكريمة.
ومن الاختلافات التي حدثت بين الماضي وحاضرنا الآن والتي أثقلت كاهل الأسر: ارتفاع أسعار المستلزمات الشخصية، فتجد التسابق لشراء الهواتف الجديدة، وشراء وتفصيل الملابس بأعداد كبيرة مع مُكملاتها، والعطورات بالنسبة للرجال، أما فيما يتعلق في النساء: فتجد العباءة، ومصاريف الصالونات، ومحلات التجميل، التي أصبحت كلُّ النساء والبنات لم تعد تستغني عن الذهاب إليها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل يتم شراء مستلزمات التجميل للنساء لاستخدامها بشكل يومي، ولا يقتصر على وضعها في المناسبة فقط.
كذلك من العادات الجميلة التي بدأت تختفي ولا أعمِّم ذلك على جميع هي تجمع الجيران، والأقارب لتناول الوجبات الثلاث طيلة أيام الأعياد؛ نتيجة تغيُّر صفاء القلوب، وكثرة الفتن...وغيرها، ولا نملك هنا إلا أنْ نتضرَّع إلى الخالق -عز وجل- أن يرحمنا برحمته، وأن يجمعنا وأحبابنا وأرحامنا وأصدقائنا على الحب والخير والعمل الصالح.
يُمثل عيد الفطر فرحة، وابتهاجًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ويعبر عن تقربهم إلى الله، وزيادة الأجر، والثواب.
فعلينا جميعًا الاحتفال بهذا العيد بروح المحبة، والتآلف، والتضامن، والتمسُّك بالقيم والمبادئ الإسلامية السامية، وأدعو جميع الأسر إلى أنْ يعودوا لمظاهر الأعياد باختلافها، ويحافظوا عليها، ويورثوها أولادهم وأحفادهم.
فمظاهر عيد الفطر تختلف عن مظاهر عيد الأضحى، وهنا ستقل الالتزامات المالية عليهم، وكذلك التركيز على زيارة الأرحام، وإقامة المناشط الاجتماعية في أيام العيد، كالفنون الشعبية، وزيارة الأقارب، والأرحام، ووضعها لديهم بين ناظريهم، وجعلها من أولويات مظاهر عيد الفطر
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية