بيان المعارضة!
منذ وصول فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة انتهج نهجا خاصا عنوانه البارز هو التهدئة والانفتاح على المعارضة، والاستماع إليها والأخذ بآرائها مما جعل المتابع للشأن السياسي في البلد يحدث نفسه أحيانا بإمكانية اعتمادها من طرف فخامته بديلا عن ذراعه السياسي!
ظهر ذلك جليا في اهتمام فخامة رئيس الجمهورية اللافت بقادة المعارضة، وتدخله شخصيا لتلبية كل طلباتهم، خاصة المتعلقة بتنظيم الانتخابات والضغط على ذراعه السياسي لقبول هذه الطلبات..
وقع كل ذلك مع أن هؤلاء الساسة هم أنفسهم من بذلوا كل ما في وسعهم للحيلولة دون فوزه في العام 2019!
شيء غريب حقا، بالنظر إلى الممارسات السياسية المتعارف عليها؛ حيث لا يعمل المتصارعون فيها عادة بقول الله جل من قائل
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
بطبيعة الحال، لاشك أن العمل بمقتضى هذه الآية الكريمة، يمكن القول إنه كان حاضرا في ذهن فخامة رئيس الجمهورية أثناء تعاطي فخامته مع المعارضة، نظرا لطبيعته وخلفيته التربوية.
لكن أيضا أعتقد أن معرفة فخامة رئيس الجمهورية بالوضعية السياسية الصعبة التي تعيشها هذه المعارضة وعلاقتها السيئة بالشعب جعلت فخامته يقدم لها تلك التسهيلات حفاظا على كينونتها.
وسأكتفي هنا بمثال واحد على تدخل فخامة رئيس الجمهورية لصالح بقاء هذه الأحزاب(جميل أنها لم تنتقد هذا التدخل).
المثال هو ضغط فخامة رئيس الجمهورية على ذراعه السياسي للتخلي عن البطاقة الوحيدة!
ومن المعروف أنه لو تم اعتماد هذه البطاقة فستتراجع هذه الأحزاب أكثر، حيث ستختفي ظاهرة التصويت المتعدد، والذي استفادت وتستفيد منه عن طريق المغاضبين، كما ستفقد المزيد من المناصب النسبية نظرا لارتباطها بغير النسبية في التصويت!
ثم إن البطاقة الوحيدة كانت ستمنحنا في حزب"الإنصاف" مئات الآلاف من الأصوات التي ظهرت لاغية في هذه الاستحقاقات!
إذن، ما كنت أنتظره من المعارضة وينتظره الكل، وفق هذه المعطيات، هو بيان شكر لفخامة الرئيس وتقديم استقالة للشعب!
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء
الديماني محمد يحي
