أحمد الحسني
أضغاث أحلام، وأقلام تسفيه على ألم غارس، أفلس في ألتمني، ينساب ببطئ على لسان رخيص كحركة أفعى، الزمن الجميل مفهوم بات يعود بوخزة ألم وأوجاع لا تهدأ على ذاكرة نشطة، في محاولة تغييب صفحات دموية لحقبة حكمت أبناء ألعراق بالنار والحديد، هذيان مضحك كأفواه سكارى رقود، رفضوا ألإستيقاظ مع أنهم أيقاض، أوصدوا بالغباء على عقولهم باب الإدراك، أوجعهم زمن ولى الى غير رجعة محكوم بلعنة ألسماء والأجيال والتأريخ.
الزمن الجميل، جملة يرددها المتغافلون، وجرعة منتهية الصلاحية لأولئك الذين مازال بين أنيابهم بقايا من لحوم الضحية، ومازالوا يشحذون حرابهم في مرصد جبان، يلتقطون شتاتهم ولو من قذارات رحم الخنازير، لولادة مسخ يلعق الدم على ولائم من الموتى، حلمهم يعودون فيه من جديد لممارسة هوس في جزارية قذرة، فجميل أيامهم رغبة سادية في قتل بلا حدود وصناعة موت جديد، خلايا غير غافلة بل متربصة، تتهيأ للإغارة والإنقضاض على العقول التائهة، حقبة سوداوية مظلمة تعد رائحة الحرية جريمة تستوجب إدانة الغنوف، وتجعلها أمام فقرة قتل جماعي، وأن المساحة الضيقة للكلمة بين الألسن والأفواه، تطاول وتعدٍ صارخ، يُعرّضها للقطع والتمزيق.
مشاهد تراجيديا تمزيق النسيج العراقي كما تمزيق ألأجساد من أبنائه، تحبس الأنفاس وتغادر الدموع، لهولها أوصد باب التشكيك أمام كل ضمير، ذاك الذي تقف فيه على آثار قوافل من رفات المظلومين، ورحلتهم المختصرة بين صورة قيد وشهادة وفاة، وجزء من حكاية تكميم الأفواه في فعالية ظلامية لم تبقي ولم تذر، حكم طاغوتي وحشي يطيح بالأصوات وألصراخات خلف القضبان، وسلوك أي فكر في شباك القهر يزجهم لأحواض التيزاب المستورد، والغازات الخانقة من مناشئ عالمية رصينة!!، رفعت دولها لائحة حقوق الإنسان، وأخفت تحتها فيتو يسمح بقتل شعوب.
أولئك بقايا من ركام ماكنة دموية في مشهد مقزز لحظة غثيان، تتدلى أحلامهم على أفواههم كسؤر الفئرآن، وشخير مُرهَق بالقصاص من كل حياة، تنتابهم نوبات من إعياء دائم، أرهقهم هذيانهم في حلقة دوران مربك، يمنون أنفسهم بعودة معادلة جرذ فاطس، وترسانة سلاح لا يعمل للكرامة، بل لفتح ثغرة هروب، وخلل في مؤخرة قائد جبان في فروسية غير موجودة، ولامة حرب أعدها لإنسحاب تكتيكي، أو لمقابر جماعية، زمن المعادلة ألمقلوبة وأحلام أرقامها تلك، لا يمكن أن تعود، وطاغوت جديد سيذهب مع ركام من سبقوه، ولا يمكن تدويرهم في صناعة جديدة معادة من النفايات.