اختتمت يوم أمس الأحد 10 سبتمبر 2023 أشغال الملتقى الخامس لمنتدى مجتمع الممارسة الافتراضية الذي نفذه على مدى يومين معهد الفضاء المدني، تحت شعار "الكوتشنج.. من أجل مجتمع مدني فاعل".
شهد الملتقى الذي تم تنفيذه عبر تقنية التناظر الرقمي "الزوم" بمشاركة فاعلة لما يزيد عن 70 رائداً ورائدة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تنفيذ ثمان جلسات تضم 13 محوراً متعدداً.
وقبل الافتتاح الرسمي للملتقى قدم الأستاذ فوزي جوليد رئيس معهد الفضاء المدني خالص التعازي والمواساة لأسر وعائلات الضحايا ولكافة الشعب المغربي على إثر الزلزال الذي ضرب مجموعة من الأقاليم والمدن المغربية، متمنياً بالشفاء العاجل للمصابين، وطلب من المشاركين قراءة سورة الفاتحة على أرواح الضحايا.
وكانت قد ألقيت في الجلسة الافتتاحية التي أدارها مسؤول البرامج في المعهد الأستاذ خالد لبحر، كلمات اللجنة التنظيمية للملتقى قدمها الدكتور يوسف حجو، وكلمة معهد الفضاء المدني قدمتها الأستاذة نجاة الأخضر.
تطرقت الكلمات إلى برامج المعهد وأنشطته الهادفة صقل وتعزيز قدرات رواد الفضاء المدني الذين ينشطون في منظمات المجتمع المدني للمساهمة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتهم المحلية، وبناء وحفظ التعاون بين المجتمع المدني والسلطات والقطاع الخاص.
وأشارت إلى ما حققه المعهد والجمعيات المحلية الشريكة في البلدان المستهدفة من نجاحات مهمة، خلفت أثار إيجابية ملموس في أوساط المجتمعات المحلية، وهذه النجاحات حفزت المسؤولين المحليين على اختيار المشاركة المدنية والانخراط المجتمعي كآلية فعالة لحل بعض المشاكل المحلية المستعصية، ويتم في ذلك اتباع استراتيجية خلق مساحة آمنة لحوار مجتمعي، ينخرط فيها الجميع بين أصحاب المصلحة والمؤسسات المختلفة من مسؤولين وإدارات حكومية ومجالس منتخبة، ومجتمع مدني، وقطاع خاص، وأهالي المناطق المستهدفة.
وبينت الكلمات الإنجاز الذي تحقق في إطار المعهد من أجل زيادة إضفاء الطّابع المؤسّسي للمعهد من خلال تشكيل مجلس الإدارة الجديد مطلع العام الجاري يتكون من نخبة من الكفاءات العالية التي خبرت العمل المدني والأكاديمي، ومن شأن ذلك توطيد وتعزيز النهج والاستراتيجيات والقرارات وخطط العمل المحلية المتعلقة بدور المجتمع المدني في تحقيق المشاركة المدنية والانخراط المجتمعي.
وشهد الملتقى على مدى يومين انعقاد جلسات وورش عمل ناقشت محاور مهمة في مجال الكوتشنج، والنتائج السريعة، وآليات تطوير عمل المجتمع المدني.
وميز الملتقى في نسخته الخامسة، مشاركة مجلس إدارة المعهد، المكون من الدكتور المختار بنعدولاي، الدكتور عثمان القاجيجي، الدكتور جعفر الهدي، الدكتور أبو عزوم اللافي، والدكتور هشام زكاغ.
قدم عدد من أعضاء مجلس الإدارة جلسات هامة خُصصت لمناقشة أهمية المجتمع المدني الفاعل، إلى جانب مناقشة مؤلفاتهم حول المجتمع المدني، وكيفية تطويره وتعزيز فاعلية المقاربة التشاركية التي تحقق التنمية المستدامة.
وقدم مسؤول برامج المعهد في اليمن الأستاذ يحيى الضبيبي عرضاً تعريفياً حول معهد الفضاء المدني، وأهمية المساقات التي تم تنفيذها والتي بلغت نحو 34 مساقاً تدريبياً منذ تأسيس المعهد في 2014، والرؤية المستقبلية للمعهد والتي تلبي تطلعات الرواد والرائدات في إحداث نقلة نوعية في البرامج والأنشطة.
كما قدم عدد من الرواد من اليمن والمغرب والجزائر وليبيا ومصر مداخلات هامة حول مساقات الفضاء المدني وما تشمله من جوانب نظرية وتطبيقية تسهم في تأهيل قيادات المجتمع المدني، وفي البناء المؤسسي للمنظمات.
وقد ركزت الجلسة الأولى التي أدارتها الأستاذة نجاة الأخضر على الفرق بين التدريب والكوتشنج، بمشاركة الأستاذ عبد الإله الدبوبي، الأستاذ زياد صلاح، الدكتورة فتيحة ونوغي، فيما خصصت الجلسة الثانية لمناقشة أهمية مجتمع مدني فاعل، أدارها الدكتور يوسف حجو، بمشاركة أعضاء مجلس إدارة المعهد الدكتور عثمان القاجيجي، الدكتور جعفر الهدي، والدكتور هشام زكاغ.
وتناولت الجلسة الثالثة التي أدارتها الأستاذة حسيبة عجمي، تأملات ومساهمات الرواد، بمشاركة الأستاذة إبتهاج الحمادي، الأستاذ بسام بحر، والأستاذ إسماعيل الونيسي.
فيما خصصت الجلسة الرابعة التي أدارها الأستاذ خالد لبحر، لاستعراض مؤلفات حول المجتمع المدني الفاعل شارك فيها الدكتور جعفر الهدي، الدكتور يوسف حجو، والدكتور هشام زكاغ.
وتناولت الجلسة الخامسة التي أدارها الأستاذ ياسر الصلوي مفهوم النتائج السريعة من منظور المجتمع المدني، شارك فيها الدكتور يوسف حجو، الأستاذة أماني الزوي، الأستاذ عبدالعليم الصلوي.
كما أدار الأستاذ ياسر الصلوي الجلسة السادسة التي حملت عنوان "كيفية استثمار أو البناء على نجاحات المهام الختامية للبرنامج"، بمشاركة الدكتور فوزي الشامي، الأستاذة ايمان حسين، والأستاذة نهاية سلوم.
أما الجلسة السابعة التي أدارتها الأستاذة نجاة الأخضر فقد ناقشت دور الكوتشنج ونهج النتائج السريعة في تطوير عمل منظمات المجتمع المدني بمشاركة الأستاذ إدريس زخنيني، والأستاذة سارة شعبان.
وفي ختام الملتقى تم تخصيص جلسة خاصة للاستماع للاستفسارات والمداخلات عبر خلالها الرواد عن تقديرهم لهذه الجهود المبذولة من إدارة المعهد، في بناء وإنتاج وتشارك المعرفة، ونقل الخبرات والتجارب التي استفاد منها الكثير من الرواد في تشبيك علاقات على مستوى المجتمعات المحلية، وعلى مستوى المجتمع المدني بين دول وأخرى.