أظهرت دراسة كبيرة في المملكة المتحدة ارتباطًا بين عدم انتظام ضربات القلب وتدهور الوظائف العقلية.
هذه النتائج تأتي كإضافة أخيرة إلى مجموعة من الأدلة المتزايدة التي تشير إلى وجود علاقة مهمة بين أمراض القلب الشائعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الخرف.
وأجرى باحثون من جامعة كوليدج لندن UCL دراسة على مجموعة تتألف من 4.3 مليون شخص مسجلين في السجل الصحي الإلكتروني الرئيسي في المملكة المتحدة.
تم تحليل البيانات لتحديد ما إذا كان هناك علاقة بين الأفراد الذين يعانون من الرجفان الأذيني في القلب (AF)، والأفراد الذين لا يعانون منه.
بعد مراعاة العوامل المصاحبة وعوامل الخطر المعروفة، توصل الباحثون إلى أن هناك احتمالًا متزايدًا بنسبة 45% للإصابة بتدهور الوظائف العقلية المعتدل (MCI) في المجموعة التي تم تشخيصها حديثًا بأمراض القلب والتي لم يتلقوا علاجًا طبيًا لهذه الحالة.
وبالنسبة لهذه النتائج، أكد دكتور روي بروفيدنسيا، أستاذ معهد المعلومات الصحية في جامعة كوليدج لندن، قائلاً: "أظهرت دراستنا أن الرجفان الأذيني كان مرتبطًا بزيادة بنسبة 45% في خطر الإصابة بتدهور الوظائف العقلية المعتدل، وأن هذا الارتباط يظل قائمًا بالرغم من أخذ عوامل الخطر القلبية والوعائية ووجود الأمراض المصاحبة في الاعتبار".
نتائج هذه الدراسة تتماشى مع دراسة سابقة أجريت في كوريا الجنوبية عام 2019 وأظهرت نتائج مشابهة تشير إلى وجود علاقة قوية بين الرجفان الأذيني وتدهور الوظائف العقلية.
الرجفان الأذيني هو نوع شائع من عدم انتظام ضربات القلب يمكن أن يتجلى عن طريق انقباضات قوية أو ضعيفة أو بنبض غير منتظم. يكون السبب الجذري لهذه الحالة في التنظيم غير العادي للنبضات في الأذينين العلويين للقلب، مما يؤثر على تدفق الدم إلى الأجزاء السفلية من القلب.
أوضح الباحثون أن الدراسة أشارت أيضًا إلى أن الدواء يلعب دورًا هامًا في العلاج والتقليل من هذا الخطر، حيث لوحظ أن الأفراد الذين يعانون من الرجفان الأذيني ويتلقون علاجًا بالديجوكسين والعلاج المضاد للتخثر عن طريق الفم وعلاج الأميودارون لم يكونوا عرضة لمخاطر أعلى بالنسبة لتدهور الوظائف العقلية المعتدل مقارنة بالأفراد الذين لم يعانوا من الرجفان الأذيني.
تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تشخيص الرجفان الأذيني والبدء في العلاج المناسب في وقت مبكر، وتشير إلى أن هناك حاجة لإجراء المزيد من التجارب السريرية لفهم هذا الارتباط بشكل أعمق.