استبعدت خبيرة فيروسات تحول تفشي جدري القرود إلى جائحة جديدة، على غرار ما حدث مع "كوفيد 19"، وذلك بالرغم من تسجيل أول حالة إصابة خارج أفريقيا.
وأعلنت السويد تسجيل أول حالة إصابة لدى مسافر، وفي حين حذرت السلطات الصحية الأوروبية الأخرى من احتمالية حدوث المزيد من الحالات المستوردة، رأت د. كارين كروجر، الأستاذ المساعد للأمراض المعدية في جامعة نورث وسترن الأمريكية ، أن هناك فوارق كبيرة بين الفيروسين، لا تجعل العالم مقبلا على جائحة جديدة.
وتقول كروجر إن هناك 4 أسباب تحول دون تحول الفيروس إلى جائحة وهي:
أولا: آلية الإنتقال
جدري القرود أقل عدوى من كوفيد-19، حيث ينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال الوثيق بالأفراد المصابين، بما في ذلك الاتصال المباشر بآفات الجلد أو سوائل الجسم أو قطرات الجهاز التنفسي، ويمكن أن ينتشر أيضا من خلال الاتصال بالأشياء الملوثة، مثل الفراش أو الملابس، وعلى عكس كوفيد-19، الذي ينتشر بسهولة من خلال الانتقال المحمول جوا، يتطلب جدري القرود اتصالا مباشرا وطويل الأمد.
وتظهر الأرقام هذا الفارق الكبير، فبحلول مارس/ أذار 2020، عندما وصفت منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 بأنه جائحة، كان هناك أكثر من 126000 إصابة و4600 حالة وفاة، بعد حوالي 3 أشهر من تحديد فيروس كورونا لأول مرة.
وفي المقابل، كانت حالات الإصابة بجدري القرود خلال 2022 ما يقرب من 100 ألف حالة إصابة على مستوى العالم، مع حوالي 200 حالة وفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ثانيا: الأعراض والكشف
جدري القرود له أعراض ملحوظة، بما في ذلك الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، مما يجعل من السهل تحديد الحالات واحتوائها في وقت مبكر، في المقابل، يمكن أن يكون كوفيد-19 بدون أعراض أو لديه أعراض خفيفة، مما يساهم في انتشاره السريع دون أن يلاحظه أحد.
ثالثا: توافر اللقاح
اللقاحات ضد جدري القرود فعالة، وتمتلك العديد من البلدان مخزونات من هذه اللقاحات مثل لقاح إم بي أوكس، ويمكن استخدامها لحماية السكان المعرضين للخطر، وهذه ميزة كبيرة تمنع تفشي المرض على نطاق واسع.
غير أنه ومع توافر هذا الحل، إلا أن أفريقيا لم تحصل إلا على القليل منه، ومن مصلحة الاستثمار الآن في القضاء على تفشي المرض، باتخاذ قرار إعطاء الأولوية لأفريقيا.
رابعا: تدابير الصحة العامة
الكشف المبكر وتتبع المخالطين وعزل الحالات وتطعيم المخالطين هي استراتيجيات فعالة يمكن أن تساعد في منع انتشار جدري القرود، وكانت هذه التدابير ناجحة في السيطرة على تفشي المرض في الماضي.