حذر تقرير على موقع "my health only " الصحي، من تخطي مرضى السكري لوجبة الإفطار، لأنه قد يؤدي إلى أربعة تأثيرات سلبية خطيرة، من تقلبات السكر في الدم إلى زيادة الجوع والاختيارات الغذائية السيئة في وقت لاحق من اليوم.
وقال التقرير، غالبًا ما يُنظر إلى وجبة الإفطار باعتبارها الوجبة الأكثر أهمية في اليوم، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، فهي أكثر من مجرد وجبة صباحية، لأنها عامل حاسم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم والصحة الأيضية بشكل عام.
وجبة الإفطار مهمة لتنظيم إفراز الجلوكوز
بالنسبة لمرضى السكري، تعتمد قدرة الجسم على تنظيم الجلوكوز بكفاءة بشكل كبير على جدول ثابت لتناول الطعام، عند تخطي وجبة الإفطار، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات مثل ارتفاع سكر الدم أثناء الصيام، والإفراط في تناول الطعام في الوجبات اللاحقة، وحتى زيادة خطر حدوث مضاعفات مرض السكر.
مخاطر تجاهل وجبة الإفطار
وحسب التقرير فإن وجبة الإفطار المتوازنة يحدث فرقًا كبيرًا في إدارة مرض السكري بشكل فعّال ويجنب المريض مخاطر صحية محتملة.
ويرصد التقرير أربعة تأثيرات سلبية خطيرة لتخطي هذه الوجبة، وهي :
1-التأثير على مستويات السكر في الدم
إن تخطي وجبة الإفطار يعطل تنظيم نسبة السكر في الدم بعدة طرق :
ارتفاع سكر الدم أثناء الصيام
يوضح التقرير ما يطلق عليه "ظاهرة الفجر"، حيث تتسبب الهرمونات مثل الجلوكاجون والكورتيزول في ارتفاع مستويات السكر في الدم في الصباح، ويمكن أن يحدث ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل أكبر إذا تم تخطي وجبة الإفطار، كما أن عدم تناول الكربوهيدرات في الصباح يحرم الجسم من العناصر الغذائية اللازمة لتثبيت نسبة السكر في الدم.
ارتفاع سكر الدم بعد الغداء
يؤدي تخطي وجبة الإفطار أيضًا إلى إضعاف قدرة الجسم على إدارة نسبة السكر في الدم بعد الوجبات اللاحقة، ويُعرف هذا باسم ضعف استجابة الوجبة الثانية، حيث قد يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الغداء.
2-تكوين الكيتون يهدد الحياة
الكيتونات، أو أجسام الكيتون، هي أحماض يصنعها الجسم عندما يستخدم الدهون بدلاً من الجلوكوز للحصول على الطاقة.
وعادة يحصل الجسم على معظم طاقته من الجلوكوز، وهو السكر الذي يأتي بشكل رئيس من الكربوهيدرات في النظام الغذائي، فإذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من الطاقة من الجلوكوز، فسيقوم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من ذلك، ويؤدي تكسير الدهون هذا إلى إطلاق الكيتونات التي تنتقل عبر مجرى الدم. تعمل الكيتونات على تغذية أنسجة الجسم، وتخرج في النهاية مع البول.
فإذا كان الشخص مصابًا بداء السكري من النوع الأول، فقد يكون ارتفاع الكيتونات خطيرًا. ويمكن أن تعرض المستويات المرتفعة جدًا من الكيتونات لخطر الإصابة بمضاعفات مميتة محتملة تسمى الحماض الكيتوني المرتبط بالسكري "دي كيه إيه".
3-العواقب الأيضية أو مشكلات التمثيل الغذائي والطاقة
عملية الأيض أو التمثيل الغذائي هي عملية كيميائية حيوية يقوم فيها الجسم بتحويل الغذاء إلى طاقة، وذلك عن طريق سلسلة من التفاعلات الكيميائية داخل الجهاز الهضمي، ولهذا قد يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى تحولات أيضية خطيرة، ومنها :
خطر الإصابة بنقص سكر الدم
عندما يتم تناول أدوية السكري مثل الأنسولين أو السلفونيل يوريا من دون طعام، فهناك خطر متزايد من انخفاض سكر الدم إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
التمثيل الغذائي المعدل للدهون
يدفع الصيام المطول الجسم إلى الاعتماد على تكسير الدهون، مما يزيد من مستويات الأحماض الدهنية الحرة والكيتونات في مجرى الدم، في حين توفر هذه العملية الطاقة، فإنها تزيد أيضًا من خطر الاضطرابات الأيضية مثل الحماض الكيتوني السكري الذي يهدد حياة المريض.
الجوع المفرط ثم الإفراط في تناول الطعام
يعد الجوع المفرط في وقت لاحق من اليوم أحد التأثيرات المباشرة لتخطي وجبة الإفطار. وقد يؤدي هذا إلى الإفراط في تناول الطعام في الوجبات التالية، مما يعطل التحكم في نسبة السكر في الدم.
ويشير التقرير إلى أن تخطي وجبة الإفطار قد يتسبب في دورة من الإفراط في تناول الطعام، وخصوصًا في الغداء أو العشاء، مما يؤدي إلى تفاقم تقلبات نسبة السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية عالية السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى إعاقة الأهداف الغذائية لمرضى السكري.
4-الاختلال الهرموني في الجسم
تلعب وجبة الإفطار دورًا حيويًا في تنظيم هرمونات الجوع مثل الغريلين واللبتين. وعند تخطيها، يتعطل توازن هذه الهرمونات.
ووفقًا للتقرير "يمكن أن يؤدي هذا الاختلال الهرموني إلى عادات غذائية سيئة ورغبة شديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة بالعناصر الغذائية".
توصيات لمرضى السكري
يكمن مفتاح إدارة مرض السكري الفعّالة في عادات الأكل المتوازنة، ويقدم التقرير هذه التوصيات العملية :
وجبة إفطار متوازنة
تساعد وجبة الإفطار الغنية بالألياف والبروتين والدهون الصحية على استقرار مستويات السكر في الدم طوال اليوم. تشمل الأمثلة الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة مع الأفوكادو، أو الزبادي اليوناني مع المكسرات، أو عجة الخضار مع شريحة من الخبز متعدد الحبوب.
توقيت منتظم لتناول الوجبات
ينصح التقرير بتناول الطعام على فترات منتظمة، فهو أمر ضروري لتجنب اختلال التوازن الأيضي وضمان ثبات مستويات السكر في الدم.