
احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشوط صباح اليوم أعمال المنتدى البرلماني الموريتاني المغربي، بحضور وفد رفيع من المملكة المغربية الشقيقة برئاسة الأستاذ راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، إلى جانب عدد من السادة الوزراء والنواب من البلدين.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها الجانب الموريتاني، رحب المتحدث بالوفد المغربي في بلده الثاني موريتانيا، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والتي تستند إلى وشائج الدين والقربى والمصير المشترك.
وأكد المتحدث أن المنتدى يجسد الإرادة السامية لقائدي البلدين، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجلالة الملك محمد السادس، في الرقي بالعلاقات الموريتانية المغربية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بما يتلاءم مع تطلعات الشعبين الشقيقين.
وشددت الكلمة على أهمية تفعيل المنتدى البرلماني ليشمل، إلى جانب البرلمانيين، ممثلين عن السلطات التنفيذية ورجال الأعمال والخبراء، مركزةً على ضرورة تبادل التجارب الناجحة في مجالات التعليم والتكوين المهني والصحة والزراعة والتجارة والطاقة والبنية التحتية، فضلاً عن تعزيز الدبلوماسية البرلمانية.
كما دعت إلى تشكيل لجان فنية لدراسة مناخ الاستثمار وتسهيل تنفيذ المشاريع المشتركة، مع تقييم مستمر لأعمال المنتدى في كل دورة، بما يضمن الفاعلية وتحقيق الأهداف المرجوة.
وفي ختام كلمته، أعرب المتحدث عن أمله في أن يشكل المنتدى منصة نموذجية للتشاور والتعاون المثمر، بما يخدم مصلحة الشعبين الموريتاني والمغربي، ويُسهم في ترسيخ سنة حميدة من العمل البرلماني المشترك في المنطقة.
نص الخطاب :
سم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
صاحب المعالي وأخي العزيز الأستاذ/ راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية الشقيقة؛
أصحاب المعالي السادة الوزراء؛
السيدات والسادة النواب؛
أيها الإخوة والأخوات
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نستقبلكم اليوم في مباني الجمعية الوطنية ونرحب بكم وبالوفد الشقيق المرافق لكم أجمل ترحيب في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بلدكم الثاني التي تربطها بالمملكة المغربية الشقيقة علاقات وثيقة نسجتها وشائج القربى والدين والحضارة.
وإنني على ثقة من أننا سنظل نستلهم من هذا الموروث الثري الذي يشكل مرجعيتنا الثابتة ما يمكننا من النهوض على الدوام بعلاقاتنا حتى ترقى إلى مستوى الإرادة السامية لقائدي بلدينا الشقيقين فخامة الرئيس/ محمد ولد الشيخ الغزواني وأخيه جلالة الملك/ محمد السادس.
صاحب المعالي
أيها السادة والسيدات
إن هذه الإرادة السامية لكفيلة بالسعي إلى الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي من أجل إحلال التعاون الموريتاني المغربي مكانته اللائقة التي تتلاءم والروابط الحميمة ومشاعر المودة والتقدير والاحترام المتبادلة.
وتمشيا مع هذه الإرادة وهذه النظرة واستجابة لما سبق أن أكدنا عليه في لقاءاتنا السابقة نجتمع اليوم لتجسيد فكرة ظلت تراودنا بضرورة العمل على انطلاق أعمال المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي ليشمل جنبا إلى جنب معنا مشاركة ممثلي السلطة التنفيذية ورجال الأعمال والخبراء.
وسعيا لضمان نجاح هذه المبادرة المباركة يتعين على هذا المنتدى أن يركز على محاور تعزيز التعاون التشريعي والاقتصادي وتسهيل فرص الاستثمار المشترك وتبادل التجارب الناجحة في ميادين التشريع والتكوين المهني والتشغيل والسيادة الغذائية وتحسين السلالات الحيوانية فضلا عن تعزيز الدبلماسية البرلمانية وتقنيا
التواصل الإداري البرلماني.
وهذا ما ينسجم مع فحوى البيان المشترك الذي وقعناه معا 10 فبراير من السنة الماضية 2024 في انواكشوط.
صاحب المعالي وأخي العزيز
أيها الإخوة والأخوات
إنه لحري بهذا المنتدى البرلماني الاقتصادي انطلاقا من القاعدة الفقهية " شرط النهايات تصحيح البدايات" أن نركز أولا وقبل كل شيء على القطاعات التنموية الاستراتيجية: كالتعليم والتكوين الفني والمهني والصحة والزراعة والتنمية الحيوانية والصيد البحري والأمن الغذائي والتجارة والبيئة والطاقات المتجددة والبنية التحتية وكل ماله صلة بقطاع الخدمات القاعدية.
كما يتعين تشكيل لجان وفرق فنية لدراسة مناخ الاستثمار وتسهيل تنفيذ المشاريع المشتركة فضلا عن شتى فرص التعاون مع الحرص على تقويم عمل كل دورة من دوارات المنتدى لضمان المتابعة الجادة وإصلاح الاختلالات والوقوف على النتائج.
وبذلك نكون قد وفقنا بعون من الله في تحقيق ما نطمح إليه وهو أن نجعل من هذا المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي مثالا يحتذى ومنصة ثرية لتعزيز سُنة التشاور الحميدة وتحقيق التعاون المثمر، بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وفي الختام أعرب لكم مجددا عن كامل الترحيب متمنيا لكم مقاما سعيدا وسائلا المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين.
وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسُوله والمؤمنون.
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


