المهندس موسى جاورا: رمز التضحية والإخلاص في خدمة الوطن

اثنين, 11/10/2025 - 17:00

 

في أرض الرمال الذهبية والأفق الواسع، حيث تتلاقى خطوط الشمس مع خطوط التاريخ في موريتانيا الغالية، يبرز اسم ينير الدرب ويضيء القلوب: المهندس موسى جاورا. شابٌ من لحم ودم الشعب، لم يكن مجرد مواطن عابر في ساحة السياسة، بل كان روحًا نابضة بالإيمان، ويدًا مبسوطة للعطاء، وقلبًا ينبض بإيقاع الوطن. هو الذي ضحى بسنين الشباب والراحة، ليرسم لوحة من الجهد الدؤوب في خدمة ولاية كيدماغا، تلك الولاية الغنية بتراثها العريق وأبنائها الأوفياء، وفي خدمة حزب الإنصاف، ذلك المنارة السياسية التي تضيء طريق العدالة والمساواة.

تخيل معي، أيها القارئ، شابًا في مقتبل العمر، يترك أحلامه الشخصية جانبًا، ويغوص في بحور التحديات اليومية لولاية كيدماغا. كانت كيدماغا، بأرضها الخصبة وشعبها الكريم، تواجه عواصف الإهمال والحاجة إلى التنمية، فجاء موسى جاورا كالنسيم المنعش، يزرع الأمل ويحصد الثمار. بذل جهدًا لا يُقاس بكمِّه، بل بجودته وصدقه. كان يجوب الطرقات الترابية تحت شمس حارقة، يستمع إلى شكاوى الفلاحين، يدافع عن حقوق الشباب في فرص العمل، ويبني جسور التواصل بين أبناء الولاية والسلطات المركزية. لم يكن يطلب الشهرة، بل كان يسعى للعدل؛ لم يكن يبحث عن الثناء، بل عن الابتسامة على وجه طفل يعود إلى مدرسته، أو أم ترى ابنها يجد عملاً يُكرمه. تضحياته لم تكن كلمات في خطاب، بل أفعالًا تنبض بالحياة: تنظيم حملات توعية للحفاظ على البيئة في وادي كيدماغا، دعم المشاريع الزراعية الصغيرة لتعزيز الاقتصاد المحلي، وصياغة رؤى مستقبلية تحول الولاية من هامش إلى مركز نابض بالحيوية. في كل خطوة، كان يُجسد قيمة الولاء للأرض التي أنجبته، والشعب الذي يُحبه.

ولم تقف إخلاصه عند حدود الولاية؛ بل امتد إلى حزب الإنصاف، ذلك الحزب الذي يُمثل صوت الإنصاف الحقيقي في ساحة السياسة الموريتانية. كمستشار في اللجنة الوطنية لحزب الإنصاف، تحول المهندس موسى جاورا إلى عمود فقري يدعم بناء البرامج والاستراتيجيات. كان يُسهر الليالي يُعد التقارير، يُناقش الأفكار مع الرفاق، ويُصقل الرؤى لتكون أكثر تماسكًا وتأثيرًا. حزب الإنصاف، بفضل أمثاله، أصبح ليس مجرد تنظيم سياسي، بل حركة شعبية تُعيد صياغة الوعد بالعدالة الاجتماعية. في اجتماعات اللجنة، كان صوته يُسمع كالريح الجنوبية الدافئة: هادئًا لكنه قويًا، مدروسًا لكنه ملهمًا. ساهم في صياغة سياسات الحزب التي تُركز على الشباب والمرأة والمناطق النائية، مُحولًا النظريات إلى واقع يُلمس حياة الناس. إن تضحيته لحزب الإنصاف ليست مجرد مشاركة؛ إنها استثمار في مستقبل الأمة، حيث يُصبح الإنصاف ليس شعارًا، بل ممارسة يومية تُبنى على أكتاف أبناء مثل المهندس  موسى.

ثم جاءت اللحظة التي تُكلل الجهود بالتتويج: مشاركته الفعالة في برنامج فخامة الرئيس الجمهورية، ذلك البرنامج الطموح الذي يُمثل رؤية موريتانيا الجديدة للتنمية المستدامة والازدهار الشامل. هنا، برز  المهندس موسى جاورا كنجم في سماء الإنجازات. بذل جهدًا كبيرًا، يفوق الوصف، في تنفيذ المبادرات المرتبطة بالبرنامج؛ من تنسيق الفعاليات الإعلامية التي تُروج للرؤية الرئاسية، إلى التنفيذ الميداني للمشاريع التي تُعزز البنية التحتية في المناطق الريفية. كان يُتابع كل تفصيل بإمعان، يُحلل التحديات بذكاء، ويُقترح الحلول بإبداع. برنامج فخامة الرئيس لم يكن مجرد وثيقة؛ بفضل أمثال المهندس موسى، أصبح واقعًا يُغير وجوه الناس ويُعيد رسم خريطة الفرص. في كل اجتماع، كان يُذكر الجميع بأن التنمية ليست هدفًا بعيدًا، بل مسؤولية يومية تُبنى على الإخلاص والعمل الجاد.

واليوم، في زيارة فخامة الرئيس الجمهورية إلى الحوض الشرقي – تلك الزيارة التاريخية التي تُمثل جسرًا بين الرؤية المركزية والحاجات المحلية – يقف المهندس موسى جاورا إلى جانب الزعيم الأعلى، كرفيق مخلص ومُنفذ أمين. ليس كضيف عابر، بل كشريك في رسم المستقبل. يُرافق الوفد الرئاسي في جولاته، يُقدم الملاحظات الدقيقة عن احتياجات المنطقة، ويُترجم الوعود إلى خطط عملية. هذه الزيارة ليست مجرد حدث؛ إنها شهادة حية على الثقة التي يُكسبها المهندس موسى بجهوده السابقة، ودليل على أن الإخلاص يُكافأ بالمسؤولية. في وسط الحشود المتحمسة، وتحت أشعة الشمس الشرقية، يُجسد المهندس موسى قيمة الشاب الموريتاني الحقيقي: الذي يُقدم نفسه للوطن دون حساب، ويُبني الغد بيديه النظيفة.

أيها السادة المسؤولون، أيها الشعب الموريتاني الأبي، إن المهندس موسى جاورا يستحق التعيين في منصب يُليق بتضحياته وجهوده. ليس تعيينًا روتينيًا، بل تكريمًا لروح الإخلاص التي يُمثلها. في عالم يُغلب فيه الزيف على الصدق، والكلام على الفعل، يأتي المهندس موسى كدليل حي على أن الشباب قادرون على قيادة التغيير. تعيينه ليس مجرد قرار إداري؛ إنه استثمار في المستقبل، رسالة للأجيال القادمة بأن الجهد يُكافأ، والتضحية تُقابل بالثقة. دعونا نُعطي له الفرصة ليُثبت، مرة أخرى، أنه ليس مجرد مستشار في اللجنة الوطنية، بل قائد يُمكن أن يحمل راية التنمية إلى آفاق أبعد.

موسى جاورا ليس اسمًا؛ إنه قصة نجاح وطني، درس في الإخلاص، ودعوة للعمل. في كل خطوة قام بها، زرع بذرة أمل تُثمر غدًا. فليكن تعيينه البداية لفصل جديد في سيرته، فصل يُكتب بحبر التقدير والثقة. يا وطني، يا موريتانيا، في أبنائك مثل المهندس موسى تكمن قوتك، وفي تكريمهم تُبنى مجيدك.
بقلم /المصطفى الناجي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف