وزير الثقافة:تدشين الإذاعة الجهوية بنواذيبو يشكل محطة رمزية عالية الدلالة تجسد رؤية الدولة في جعل الإعلام العمومي ركنًا أصيلًا من أركان السيادة والتنمية والعدالة

ثلاثاء, 12/30/2025 - 19:53

قال وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الدكتور الحسين ولد مدو، إن تدشين الإذاعة الجهوية في مدينة نواذيبو يشكل محطة رمزية عالية الدلالة، تجسد رؤية الدولة وخيارها الوطني في جعل الإعلام العمومي ركنًا أصيلًا من أركان السيادة والتنمية والعدالة المجالية

وجاء ذلك خلال خطاب ألقاه الوزير بمناسبة إشراف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم الثلاثاء على تدشين المحطة.

وأضاف الوزير أن هذا الصرح الإعلامي لا يُقاس فقط بما يضمه من تجهيزات وبنية تقنية، بل بما يمثله من ترسيخ لحضور الدولة في الفضاء العمومي، وتعزيز ثقة المواطن في مؤسساته، وتمكين الإعلام العمومي من أداء أدواره في ظروف مهنية فعّالة، مبرزًا أن هذا التوجه الإصلاحي انعكس بجلاء على مختلف الهيئات الدستورية والتشريعية والتنفيذية والضبطية خلال السنوات الأخيرة.

وأشار وزير الثقافة إلى أن الإعلام ظل إحدى عتبات البناء الوطني، موضحًا أنه خلال السنوات الست الماضية تم إنشاء ما يقارب 70% من مجموع محطات إذاعة موريتانيا ووسائل الإعلام العمومية القائمة اليوم، وهو معطى غير مسبوق في تاريخ القطاع، ضمن مسار إصلاحي شامل شمل البنى والمضامين والموارد البشرية والتشريعات والتنظيم مضيفا أن هذه المرحلة تؤسس لإعلام القرب وإعلام المشاركة، حيث يصبح الصوت المحلي حاضرًا، والمواطن شريكًا في الفضاء العمومي، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ ببناء الوعي، ولا يكتمل دون إعلام مهني ومسؤول.

وبيّن الوزير  أن هذا التوجه تُرجم إلى مسار وطني لإصلاح الحقل الإعلامي، من خلال إنشاء اللجنة العليا لإصلاح قطاع الإعلام، بما جعل من الإعلام رافعة للتنمية وجسرًا للثقة بين السلطة والمجتمع.

وقال الوزير أن موريتانيا شهدت توسعًا غير مسبوق في إنشاء المحطات الجهوية وتوسيع شبكة البث لتشمل مناطق نائية ظلت لسنوات خارج دائرة التغطية، بما كسر العزلة الإعلامية وكرّس مبدأ المساواة في النفاذ إلى المعلومة. كما تعزز البث باللغات الوطنية، وأُطلقت منصات رقمية عمومية ناطقة بها، تكريسًا لإعلام يعكس التعدد الثقافي واللساني في إطار وحدة وطنية جامعة.

وعلى الصعيد القانوني والتنظيمي، أكد الوزير أن الحقل الإعلامي عرف إصلاحات عميقة شملت مراجعة القوانين المنظمة للصحافة والاتصال السمعي البصري، بما عزز الاستقلالية والمسؤولية، وتهيأ للتحول الرقمي، وأسهم في تحسن مؤشرات حرية الصحافة وأمن الصحفيين، حيث احتلت موريتانيا خلال السنتين الماضيتين مراتب متقدمة عربيًا وإفريقيًا في هذا المجال.

وفيما يخص الموارد البشرية، أبرز الوزير مضاعفة رواتب عمال مؤسسات الإعلام العمومي، وتسوية وضعية 1865 متعاونًا إعلاميًا عبر توقيع عقود عمل رسمية ومنحهم الحقوق الوظيفية الكاملة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، إلى جانب مضاعفة الدعم المخصص للصحافة الخاصة، والعمل على إنشاء دار للصحافة وإطلاق مركز وطني لتكوين الصحفيين.

وختم  وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان خطابه بالتأكيد على أن تدشين الإذاعة الجهوية بنواذيبو، في أجواء تخليد ذكرى الاستقلال الوطني، يحمل رسالة قوية مفادها أن صوت المواطن مسموع، وأن الإعلام شريك أساسي في البناء الوطني، ورافعة لترسيخ اللامركزية، ومواكبة الحركية الاقتصادية والاجتماعية، وتثمين الرصيد الثقافي والإنساني للمدينة والجهة، انسجامًا مع رؤية الدولة لبناء هوية وطنية موحدة، معتزة بوحدتها وغنية بتنوعها.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف