أعلن منسّق وسفير الشرق الاوسط في اللجنة الدولية لحقوق الانسان أن الوضع القائم في منتهى الخطورة ما لم يتم الإتفاق على تسوية شاملة في المنطقة. ولقاء الأستانا يُحكم كل الأطراف السياسية بوجوب التعاون من أجل الوصول الى واقع جديد يُخْرج الأزمة من نطاقها الضيّق. وألمح الدكتور أبو سعيد إلى نضوج الإتفاق الخاص بين المكوّنات الضديّة حول إعادة ترسيم خرائط المنطقة التي قد تبدأ من سوريا وتنتهي في الحجاز، مشيرا في الوقت ذاته الى إمكانية خلق أربعة عشرة دولة (١٤) كما جاء في النقاشات الدبلوماسية الدولية. وأوضح أن هذا التقسيم الذي لا يُرضي أحد في المنطقة إلا "دولة إسرائيل" يدخل ضمن مخطط "ينون" التي إنزلقت فيها بعض الدول وهو مشروع كبير جداً وطويل الأمد بحيث ستطال دول متعددة في عدة قارات، على أن يبدأ المشروع التالي في المغرب العربي. وختم السفير أبو سعيد الى أن إنشغال الدول العربية برمتها في الصراعات المذهبية في الدين الواحد هو منشأ غربي يهودي صهيوني مضى فيه العرب برغم معرفة وإضطلاع البعض منهم على نتائجه مُسبقاً، وهنا تكمن الكارثة الكبرى. ومن أجل إلهاء بعض العربان وضع الغرب أمام أعين بعض العرب مخاوف وأطماع إيرانية للمنطقة وأوهموهم أمورٍ شبيهة بالاساطير ما عادوا يستطيعون الرجوع عنه أو التحكم بمسار الأمور، وهنا أيضا كارثة لن يخرج منها العرب إلا بأثمان باهظة ستلحق بهم لأجيال وأجيال. والمشكلة قد لا تكون فقط في الحكام وإنما في عدد كبير من الشعوب العربية التي إمّا لا حوْل لها ولا قوّة أو لأطماع شخصية. وما الحلّ لتغيير الواقع المرسوم إلاّ من خلال إعلاء الأصوات التي تُطالب أولا حكامها بوجوب تغيير سياساتهم قبل فوات الأوان.