الطفولة زهور الحاضر و براعم أمل الغد السعيد ، الطفولة عالم البراءة الرائعة و الاحلام الجميلة ، عالم الانسانية البريئة و الجنان البراقة ، الطفولة عالم المثالية المعطرة بعطر الرياحين و الوان الطبيعة الجذابة الممزوجة بعبق الافراح و نسيم الابتسامات الخلابة أفلا تستحق منا أن نقف ولو لوهلة من الزمن كي نطيل النظر فيما تتعرض له الطفولة يومياً من مصائب و ويلات تقشعر لها الابدان و تدمى لها عيون أهل السماوات و الارض فكم من طفل بعمر الزهور راح ضحيةً العنف الطائفي و آلة الخراب و الدمار ؟ وكم من طفلٍ سقط صريعاً جراء الارهاب المتطرف و الفكر الدكتاتوري ؟ وكم من طفلٍ تلاعبت به العقول الخاوية المتحجرة فغررته وجعلته العوبةً بيد شياطينها اللقطاء ؟ وكم من طفلٍ بات يطرق باب العطف و الاحسان من المارة على قارعة الطرقات ؟ وكم من طفلٍ أصبح مشرداً بلا مأوى بلا اهل و معيل و حضن دافئ بلا برحمة و امن و حنان ؟ فمتى يا مسلمين نوحد كلمتنا و نوقف سيل المعاناة و نزيف الدماء التي يدفع ضريبتها اطفالنا رجال الغد و قادة المجتمع ؟ أما آن الاوان يا منصفين ؟ كفاكم يا دواعش الفكر الدموي قتلاً لهم ، كفاكم ظلماً لهم و تغيباً لحرياتهم و مستقبلهم و ابداعاتهم الخلابة ؟ فماذا جنوا و ما ذنبهم حتى يتجرعوا كؤوس مرارة الضيم و الحيف و البؤس و الحرمان ؟ وماذا ستقولون غداً في محكمة السماء و بين يدي الحكم العدل و يُقال لكم ( بأي ذنب قتلت ) ؟ فماذا أنتم فاعلون في ذلك اليوم العصيب يا سيوف الظلم و الطغيان يا مَنْ تدَّعون الانسانية و الرفق و الرحمة بالأطفال و انتم تتخذون منهم تارة دروعاً بشرية في سوح الوغى ، و تارة تغررون بعقولهم فيؤمنوا بشريعة الغاب لا بشريعة الاسلام الاصيل فيقتلوا العزل و الابرياء من باقي الديانات الاخرى ومن دون رحمة أو هوادة فهل هذه هي الانسانية و الرحمة و العطف التي جئتمونا بها ؟ فاليوم لكم و غداً سيكون عليكم فحاسبوا انفسكم تجاه اولانا اطفالنا قبل فوات الاوان قبل ان تُحاسَبوا ؟ فالطفولة يا دواعش الفكر الارهابي و المنهاج الدكتاتوري المتطرف عالم من طراز خاص ، تتلون خلفيته بطيف من البراءة و الصدق و البساطة وصفاء القلب ، تتحدد في المراحل العمرية ما بين عمر اليوم إلى سن البلوغ عند الإنسان ، نالت من الأذى ما يكفي لتأليف آلاف القصص والروايات الحزينة والمرعبة ، في زمن عاث فيه المنهج التيمي و أئمته المارقة وفكره المتطرف الفساد ، عزّ به الأمان وضمرت فيه الرحمة وتربع التفخيخ والتفجير والذبح ، ليجد الطفل نفسه خارج منظومة الحياة الكريمة ، بسبب اليتم ومرافقة الفقر والإحساس بالعوز والفاقة ، ومن ثم التسوّل واحتراف الظواهر الاجتماعية السلبية والدميمة والمرفوضة ومن ثم التحريض على العنف والجريمة ، وحتى نحفظ أطفالنا قرة عيوننا ، وجب علينا الوقوف في وجه الفكر التيمي الضال وإقصائه بالمجابهة الفكرية الجادة ، فمن اجل الطفولة لنحرر عقولنا و نتصدى للفكر التيمي الداعشي الضال بالفكر الاسلامي المحمدي الاصيل بالفكر العلمي المعرفي و بفكر المجادلة بالحسنة و الكلمة الطيبة و إلا فعلى اطفالنا فلذات اكبادنا و مستقبلهم السلام ؟
http://store6.up-00.com/2017-06/149668510041931.jpg
بقلم // احمد الخالدي