كان ما نسب من مواقف لامير قطر هو ما فجّر التصعيد السعودي ولكن هناك مسار من الاسباب هو اساس النار تحت الرماد والتي خرج لهيبها بعد التصريحات القطرية التي اثارت ثائرة النظام السعودي.
التضاد و”التنافس” السعودي القطري ليس حديث النشأة والعهد وليس وليد وقت قصير. هو يبدأ بمسالة اعتبار السعودية ان هذه الدولة الصغيرة يجب ان تكون تحت جناحها ولا ينتهي عند مسالة الاخوان المسلمين وصولا الى احداث المنطقة وما اثارته من خلافات اضافية بين الطرفين. لا يمكن وصف ما حصل في الايام الاخيرة الا بالإنفجار السعودي القطري ، فأن تصل الامور الى هذا الحد بين الدولتين الخليجيتين، هو حدث نوعي، والاجراءات التي اعلنتها السعودية والامارت ودول خليجية اخرى بمثابة عزل قطر خليجيا بل اعلان حرب دون قذائف، واكبتها مصر وعدة دول عربية باعلان المقاطعة.
وإن كان ما نسب من مواقف لامير قطر هو ما فجّر التصعيد السعودي ولكن هناك مسار من الاسباب هو اساس النار تحت الرماد والتي خرج لهيبها بعد التصريحات القطرية التي اثارت ثائرة النظام السعودي . يمكن تلخيصه بالآتي:
-نظرة السعودية الى قطر انها تلعب ادوارا مستقلة عن الجناح السعودي الذي بنظر الرياض يجب ان تبقى في ظله وتتحرك تحت مساحته، وقد تجلى ذلك في عدة مراحل وميادين منها على سبيل المثال الموضوع السوري.
– وجود علاقات لقطر مع الجمهورية الاسلامية الايرانية واتخاذ قطر مواقف ايجابية تجاه ايران وهذا سبق تصيرحات امير قطر.
– اعطاء قطر تسهيلات لفتح قاعدة عسكرية تركية في اراضيها
– وجود اكبر قاعدة اميركية في المنطقة في قطر ما يثير الحفيظة والغيرة السعودية المستمرة
– اشتغال الاعلام القطري مثل الجزيرة بما يعرقل المصالح السعودية
– اداء قطر ادوارا سياسية في المنطقة تعتبرها الرياض تناقض المصلحة السعودية
– مسالة الجذر الوهابي للعقيدة السعودية واعتبار السعودية ان قطر زايدت عليها في هذا الامر في فترات ماضية في عدة مفاصل
– في وقت تعتبر الرياض انها الممثلة الوحيدة “للاسلام السني” فإنها لا ترضى ان تحاول قطر اخذ دور في هذا المجال تعتبره اكبر من حجمها.
– جرت قمة الرياض التي كانت عبارة عن مهرجان تكريمي ومراضاة لترامب ومحاولة اعادة تثبيت الحلف التاريخي الاميركي السعودي حيث اغدقت الرياض بالاموال الطائلة في سبيل ذلك لكن ان تخرج فجأة في ظل هذه الاجواء المواقف القطرية التي نسبت لاميرها وما حملته من مضامين بوجه السعودية او ازاء ايران وغير ذلك، هو ما فجر الغضب لدى الرياض بحيث اعتبرتها موجهة مباشرة ضدها وضد القمة. وجاء ذلك بمثابة فرصة للسعودية لفتح جبهة ضغط كبرى لكسر ارادة السلطة القطرية وتطويعها وحسم امر الخلاف المتأصل.
في مقبل الايام يبدو ان الامر سيستمر على ازمة ستتصاعد الى ان يذعن القطريون لشروط ومطالب السعودية، التي خرج عدد منها الى العين، ومن المحتمل ان يدخل الاميركي على الخط لتحقيق مكاسب مالية وغير مالية من قطر كعادته في استغلال الاحداث بل تسعيرها لتحقيق مكاسب.
من المرجح ان لا تصل الامور الى مواجهة عسكرية بين الطرفين، لكن التصعيد يبدو سيد الموقف الى ان تذعن قطر لكن هل سيذعن القطريون بسرعة ام يصمدون؟ هذا ما ليس واضحا وتجيب عنه الاحداث والمواقف، لكن لا شك ان قطر في موقف صعب يضعف فرصتها للصمود امام هذه العاصفة ومواجهتها فهي عاصفة عاتية. ومهما يكن فإن ما حصل لا شك سيتجه في مسار له تداعيات كبيرة على المنطقة وعلى الساحات المشتعلة.
المصدر: موقع المنار