(رام الله /خاص)كشف مصدر موثوق أن النائب محمد دحلان بدأ يرسخ قواعده من جديد في الضفة الغربية, بعدما حاول الرئيس مجمود عباس وبعض القيادات المحسوبة على حركة فتح والأجهزة الأمنية, اقصاؤه عدة مرات, موضحًا أن دحلان هذه المرة عاد بتحالفات سرية قوية, مستغلا الخلافات بين أقطاب في السلطة الفلسطينية, وأكد على أن الدحلان استغل علاقته القوية مع عضوين في اللجنة المركزية لحركة فتح, من أجل التمهيد لفتح قنوات جديدة بعدما افشل الرئيس محمود عباس كل محاولاته الماضية في ترسيخ قواعد له في محافظات الضفة وعمل على اقصاء كل من ثبت له علاقة بالنائب دحلان.
وأشار المصدر إلى أن عضو اللجنة المركزية روحي فتوح التقى ساعد "دحلان الأيمن" سمير المشهراوي في القاهرة, قبل أشهر, واتفق الطرفان على احداث اختراق يمكن الأخير من السيطرة على الضفة الغربية بعدما استطاع الأخير من احكام سيطرته على غزة واقناع حركة حماس بأنه الرجل الأقوى الذي يستطيع انقاذ قطاع غزة من الأزمات المتلاحقة والمشاكل المتراكمة, مشيرا إلى أن "فتوح" استغل علاقته القوية بالرئيس محمود عباس وعمله كمستشارا خاصا له ومنصبه الأخير في التقرب من أقطاب تمتلك القرار في السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ خطة لتحليل النظام عبر توقيت زمني, وبدعم عربي بطريقة غير مباشر.
وأوضح أن الخطة تعتمد على تحليل السلطة عبر نظامها المالي والسياسي, باستقطاب أبرز القيادات العاملة في السلطة الفلسطينية والتي تحتل مراتب قيادية تمكنها من اتخاذ القرارات للوصول الأسرع إلى تنفيذ خطته للإطاحة بالرئيس محمود عباس عبر جدول زمني ليس ببعيد بعد أن تمكن من اقناع حركة حماس لحل اشكاليات غزة وبدعم ومباركة من المخابرات المصرية, للتخلص من شخص الرئيس محمود عباس الذي تخطى عقده الثامن وبات تنظر له الأنظمة العربية على أنه في وضع الخطر, خصوصا وأنه يعاني من مرض القلب المزمن, وأن غيابه المفاجىء عن الساحة السياسية من شأنه أن يحدث فراغ سياسي يمكن حركة حماس من السيطرة على مقاليد الحكم وفقا للقانون الفلسطيني.
المصدر بين أن من بين القيادات التي تم التنسيق معها للإعداد لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس, محافظ سلطة النقد, رجل المال عزام الشوا, الذي تربطه بالنائب محمد دحلان علاقة وثيقة, حيث يعتر "الشوا" من أبرز مستشاري دحلان الاقتصاديين, وقدم خدمات جلية للدحلان عندما أنهى له صفقة بيع فيلا رئيس بلدية غزة الأسبق, الحاج رشاد الشوا, في المقابل رشحه الدحلان على قوائم حركة فتح في الانتخابات التشريعية الماضية, اضافة إلى ادارته لبعض مشاريع محمد دحلان وصفقاته الاقتصادية والمالية في الخارج.
كما أوضح أن "دحلان" استغل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي, لفتح قناة له مع رجل المال الأول في فلسطين السيد منيب المصري الذي يطمح لأي منصب سياسي ينهي به حياته الحافلة بالمشاريع الاقتصادية, إضافة إلى التقرب من رجل نابلس الأول الذي يحظى باحترام واسع في الاوساط المجتمعية في شمال الضفة الغربية غسان الشكعة, موضحا أن دحلان يركز من خلال الاثنين على بناء قاعدة قوية له في شمال الضفة وخصوصا مدينة جبل النار "نابلس" التي تعد من أهم محافظات الضفة الغربية في صنع القرار بعد العاصمة السياسية رام الله.
وشدَّد على أن الخطة أخذت مناحي سياسية لسد الفراغ في منظمة التحرير الفلسطينية, في حال غياب الرئيس محمود عباس عبر استقطاب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, ورجل المفاوضات القوي, صائب عريقات الذي يطمح لأن يتبوأ منصب سياسي مرموق, واعدا اياه بإسناد منصب رئيس اللجنة التنفيذية, فيما بين أن روحي فتوح سيتبوأ منصب رئيس المجلس الوطني, وسيحصل توفيق الطيراوي على رئاسة حركة فتح.
وأكد على أن النائب محمد دحلان بدأ يتحرك فعليا على الخطة منذ أكثر من ستة أشهر, بعيدا عن كل عناصره ومؤيده التي تم اتخاذ قرارات بحقهم من قبل الرئيس وقيادة حركة فتح, موضحا أن الذي دفعه للتحرك سريعا في هذه الفترة بالتحديد هو انشغال الاقليم بخلط الأوراق بين دول الخليج العربي, وترقب العالم بتنفيذ ادارة "ترمب" الأميركية لبرنامجها الجديد في محاربة الارهاب في الشرق الأوسط, والذي انضم إليه الرئيس محمود عباس, مستغلا في ذلك الهجمة الذي نفذتها السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة بدءا من الخصومات التي طالت الموظفين العمومين, وقطع رواتب النواب, والأسرى المحررين.
ونوه إلى أن الحراك الذي يقوده دحلان, تزامن مع توجه أعضاء في المجلس التشريعي من الضفة الغربية ومناصريه, للدعوة لعقد جلسة للمجلس التشريعي في الضفة الغربية وقطاع غزة, بعد مرور عدة سنوات على تعطيله نتيجة انقلاب حماس على السلطة في قطاع غزة, وبقرار من الرئيس محمود عباس, فضلًا عن القرارات المجحفة الذي اتخذها الأخير تجاه غزة والتي تم الاشارة بها على الرئيس محمود عباس من قبل نائب رئيس الوزراء د. زياد ابو عمرو, ومستشار الرئيس للشؤون الدينية, د. محمود الهباش, ووزير المالية, د. شكري بشارة, بقطع كافة التحويلات, لإحداث ازمة سيولة نقدية في غزة, والتهديد بإغلاق البنوك, وتفاقم الأزمة التي يعيشها المواطنين في القطاع.
يشار إلى أن الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة أشار في تغريدة له إلى أن وفد حماس الذي غادر إلى القاهرة قبل أقل من اسبوع التقى النائب محمد دحلان سرا وتم الاتفاق على حل كافة الاشكاليات التي تعاني منها غزة, وأبرزها مشكلة الكهرباء والمعابر, ورصد 180 مليون شيكل لإتمام المصالحة المجتمعية, مقابل منحه غطاء سياسيا, في المقابل ترك الأمن وادارة الأمور الداخلية لحركة حماس, وتزامنت تغريدة أبو شمالة مع تغريدات لبعض قيادات الفصائل وصحافيين مصريين أشادوا بالعلاقة الجديدة بين النائب دحلان وحركة حماس, والمخابرات المصرية.