أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية أن مفاوضات جادة وحثيثة تجري في هذه الأيام بين السعودية والكيان الصهيوني من أجل تطبيع العلاقات بينهما، مشيرة إلى أن هذا التطبيع سيبدأ على نطاق محدود ثم يتوسع لاحقا.
وقالت “التايمز” نقلا عن مصادر عربية وأمريكية إن العلاقات قد تبدأ محدودة النطاق، على سبيل المثال عن طريق السماح بعمل الشركات “الإسرائيلية” في الخليج (الفارسي)، والسماح كذلك للخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” بالتحليق في المجال الجوي السعودي.
واعتبرت الصحيفة أن تفسير احتمالية وجود علاقات أوثق مع "اسرائيل" جزئيا جاء بسبب فرض السعودية وحلفائها حصارا شاملا على قطر، في مسعى لإجبار تلك الدولة الخليجية على وقف دعمها لحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة على أن أي تقدم من هذا القبيل قد يدعم التحالف بين العدوين اللدودين لإيران، كما يمكن أن يُغير حركة الكثير من الصراعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وشددت الصحيفة على أن هذه المفاوضات إذا ما نجحت فإنها تعتبر أكثر التحالفات علانية بين الكيان الصهيوني والبلدان الخليجية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، مشيرة إلى أن "الخوف المشترك" من إيران قد يدفع لبناء هذه العلاقات.
ووفقا للصحيفة، فإن السعودية تطالب قطر بوقف دعمها لحركة “حماس” وطرد العديد من قادتها، بمن فيهم “صالح العاروري”، الذي تتهمه "إسرائيل" بتدبير عمليات مقاومة في الضفة الغربية المحتلة.. إلا أنه يستبعد تماما أن تقطع قطر العلاقات، وإذا ما فعلت، فإن تلك الخطوة قد ترتد على "إسرائيل"؛ إذ كانت المساعدات القطرية أساسية في إعادة بناء غزة، التي دمرت أجزاء منها في حرب العام 2014.
واعتبرت الصحيفة أن هناك اختلاف جوهري في مقاربة مكافحة الإرهاب التي تنتهجها كل من قطر والسعودية، الحريصة هي الأخرى على الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة عن طريق انتهاج خط متشدد ضد كافة الجماعات الإسلامية.
واختتمت الصحيفة حديثها بالتأكيد على أن "إسرائيل" تنتظر انقشاع الغبار، في حين ترفض تقديم تنازلات في خطة سلام فلسطينية. وربما تكون السعودية مستمرة لفتح مكتب اتصال غير رسمي لتنسيق المصالح مع "إسرائيل"، إلا أن الاعتراف الدبلوماسي ربما لا تزال أمامه سنوات.