إرهاب جديد يضرب العراق وخاصة العاصمة بغداد، ويبدو انه سينتشر فيها ما لم يتم اتخاذ الإجراءات الرادعة لمواجهته والوقوف ضده، وإلا انه سيأخذ الكثير من أرواح العراقيين وأموالهم، حاله حال الفساد الإداري والمالي والعصابات، والإرهاب الداعشي الذي اجتاح العراق .
حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية عن ازدياد حالات الإصابة بمرض الايدز في العراق الى 185 حالة، منها 31 حالة تم تشخيصها في عام 2017، عازية الأمر في ذلك الى المعايير العالية التي تم تطبيقها في الكشف عن المرض، متجاهلة الكثير من الأسباب التي تتحملها وزارة الصحة العراقية أدت الى انتشار هذا المرض، التي يجب الوقوف عندها ووضع الحلول لمعالجتها .
فوزارة الصحة تكاد تكون غائبة عن تطبيق معايير السلامة الصحية على الأماكن العامة، والشروط الصحية غائبة عن اغلب المرافق السياحية في العاصمة بغداد، إضافة الى الإهمال الواضح في التوعية من مخاطر هذا المرض وكيفية الوقاية منه، وعدم اتخاذ إجراءات احترازية صارمة من وزارة الصحة للحيلولة دون انتشاره، وما تتخذه الوزارة من إجراءات ليست بمستوى خطورة هذا المرض، وحجم المشاكل التي سيولدها في المجتمع العراقي .
ورغم إن المجتمع العراقي في غالبته مجتمع مسلم محافظ، وهو ما حال دون انتشار مرض الايدز في السنين الماضية، باستثناء حادثة عام 1984 عندما استورد العراق بلازما دم ملوث أدت الى إصابة 206 أشخاص، لكننا لاحظنا زيادة في عدد الإصابات وخاصة خلال هذه السنة، لأسباب عدة منها انتشار الأماكن الموبوءة التي توفر العلاقات غير الشرعية، وكذلك انتشار الملاهي الليلة والحمامات الصينية والمسابح العامة، واغلبها غير خاضع للرقابة الصحية ولا تطبق شروطها .
كما إن لارتفاع الحالة المعاشية للفرد العراقي في السنين الأخيرة، وسياسة الانفتاح والعولمة التي ضربت المجتمع العراقي، جعلته يبحث عن أماكن السياحة والاستجمام خارج العراق، ويسافر الى دول ينتشر فيها هذا المرض، دون أن تصدر تحذيرات من الحكومة بهذا الشأن، أو يكون الفرد على معرفة بهذا المرض الخطير الذي يسيء بالدرجة الأولى الى سمعة العراق والعراقيين، ويكلف الدولة أعباءً إضافية من اجل توفير العلاج للمصابين به .
إن لانتشار هذا المرض في العاصمة بغداد، تداعيات خطيرة تؤثر على الوضع الاجتماعي العراقي ينبغي الالتفات إليها، تحتم على المعنيين وضع الحلول المناسبة للحيلولة دون انتشاره، ومعالجة الأسباب التي أدت الى ذلك، وعدم الوقوف موقف المتفرج والاكتفاء بنشر التقارير فقط، عندها سيكون الندم ولات حين مندم .
ثامر الحجامي