بعد إحداث سبتمبر عام 2001 تصدرت الولايات المتحدة قائمة المحاربين لفكرة الإرهاب العابر للحدود و كانت هي من تقود الائتلاف الدولي لحربه و بقت على هذه الوتيرة حتى وقتنا الحاضر و هذا مما يظهره الإعلام في كل مكان لكن لو نظرنا تحت البساط و ابتعدنا عن دائرة تأثير الإعلام قليلا فماذا نجد ؟
أدت تصريحات ترامب الدعائية في الانتخابات الأميركية الأخيرة إلى حقيقة قالها إن كلينتون و اوباما هم من أسسوا لداعش و هم من أوجدوها ؟
و هذا التصريح الخطير من الداخل يجعلنا خارج دائرة الاتهام بسبب إن اوركسترا الفرقة العالمية (الجوق البوقجي الإعلامي الأميركي ) يذهب بالفكر و الاستنتاجات و التطبيع إلى ما يريده الأمريكان نفسهم ..
هل تعلم إن اغلب الحروب التي شاركت بها القوات المسلحة الأميركية هي حروب لأجل فرض سيطرة أمريكا على العالم و تدويل عملتها كمرجعية عالمية تقاس مقابلها كل عملة في دول العالم فحربها في العالمية الثانية حدثت في أواخر الحرب بعد إن أنهكت هذه الحرب كل الفصائل المتقاتلة و أفرغت خزائنها ..
فدخلت الحرب قوية و بعافية يفتقر لها نظرائها الأخر و هذا ما عاد علية بعوائد مؤتمر بزيتون وودز الذي اقر الدولار كعمله مرجعية للعالم ..
و من مقرراته إن يكون الدولار بديلا عن الذهب في تسعير العملات العالمية و هكذا إلى إن فضح الدولار بعد حرب فيتنام و مقدار الصرف الجنوني لأمريكا على الحرب مما يفوق ناتجها و عوائده و هذا مما تنبه له ديغول و أرسل البارحات الفرنسية بالدولار لكي يعودوا بالذهب إلى فرنسا و فك العملة الفرنسية عن الدولار و ربطها بالذهب و لا أخبركم بما حصل لديغول بطل الحرب العالمية الثانية و خروجه بخفي حنين من حكم فرنسا و تمزيق صورته العالمية شر ممزق .
و هكذا تستمر الإحداث إلى غاية إعلان الرئيس الأميركي روزفلت بفك الدولار عن الذهب و هذا القرار ما جعل الدولار بلا قيمة تذكر ..
و هكذا إلى إن تأمرت العرب إلى حرب السبعينات بين إسرائيل و سوريا و مصر و خسارتهما المفزعة بهذه الحرب و مخرجاتها التي منها إعلان الملك فيصل إل سعود بقطع النفط و اعتباره سلاح بالمعركة و هكذا ارتفعت أسعار النفط ليأخذ الملك حصته و يعلن انه لن يبيع النفط إلا مقابل الدولار الأميركي و تبعته دول الأوبك إلى هذه النتيجة فرجع الدولار مجددا فأصبح البترودولار هو من يحدد قيمة الدولار التي لا تساوي شيئا سوى قيمة الحبر و الورق الذي طبعت به .
و إلى الحروب ضد الإرهاب و التي ضيعت دولة العراق و أفغانستان و قتلت الملايين من الأبرياء و أنتجت حكومة فاسدة فيهما أفلست خزينة البلدين بسرعة جنونية و هكذا تستمر أمريكا اليوم بفرع طبول الحرب في المنطقة و تصافح يد شيوخ السعودية اللذين وافقوا مؤخرا على منح المرءة حق قيادة السيارة !
ليعتبرها ترامب بالخطوة الايجابية و يذهب للحرب ضد إيران التي تمارس النساء فيها كل الحقوق و الواجبات بل تشارك الرجل في كل شيء فأي ديمقراطية و تطور تريد الجوقة الأميركية إن تفرضها بالمنطقة إلا إن تذهب بالعالم و الشعب الأمريكي إلى حرب قادمة تعالج بت العجز المالي الكبير الذي وصل إلى ثلاثين تريليون دولار و الذي سينفجر قريبا مولدا فقاعه كالفقاعات الاقتصادية التي خربت العالم و أجلست الملايين في العراء .
بقلم جعفر مهدي الشبيبي