تعد مسألة إقامة مجالس العزاء الخاصة بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام ) محط جدل كبير بين الشيعة الإمامية وبين أتباع ابن تيمية الذين يعتبرونها بدعة ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يكفرون الشيعة ويفتون بقتلهم حتى صارت هدفاً للعمليات الإرهابية الداعشية حيث قتل الأطفال والنساء والرجال من خلال المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات وعمليات إطلاق النار العشوائية وغيرها من أساليب إرهابية دموية, لأنهم يرون تلك المجالس هي محرمة ومبتدعة فعندهم لا يجوز إقامة العزاء من أجل الحسين
لكن فيما يخص أئمتهم – أئمة التيمية – فكل شيء مباح لهم, فهذه كتبهم تتكلم عن كيفية كانوا ينعون أئمتهم وكيف يقيمون عليهم مجالس العزاء وحتى عندما يتناولون حياة أحدهم وكيف مات أو قتل فإنهم يثيرون في طريقة كتابتهم الجانب العاطفي عند المتلقي ويدفعون به للبكاء على إمامهم هذا أو ذاك !! و قد اثبت المرجع المحقق الصرخي الحسني عن إقامة التيمية للمجالس التيمية الأموية الخاصة بهم وبأئمتهم واستحضار مظلومياتهم وندبهم ولعن قاتليهم وبيان ذكر الفوارق العسكرية بين سلاطينهم المارقة وبالرغم من كون أئمتهم تعرضوا للقتل وهم منشغلون باللهو من رقص وغناء وخمور ، إلا أن روزخونية التيمية يعطونهم صفة الموت بمظلومية ويعدونهم شهداء ويلعنون جيوش هولاكو الذين تسببوا بقتلهم مع أن اغلب جنود هولاكو من المسلمين السنة فكيف أجاز التيمية لأنفسهم لعنهم مع إنهم يعترضون على من يحيي مجالس الإمام الحسين (عليه السلام ) بكل ما لديه من مكانة وقدسية مقابل ظلم وانحراف يزيد بن معاوية ، ويكفرون ويبيحون دماء من يحيي تلك المجالس الحسينية لابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ...
وقد بين المحقق الصرخي ذلك ضمن عنوان ( رَوْزَخونيّاتُ التيمية ومجالسُهم الحسينيّة ) قائلاً : ((لا تستغرب من العنوان، فإنّه واقع حال، وكما هو معتاد وقد مرّ علينا كثيرًا، وصار أمرًا يقينيًّا أنّ التيميّة يكفِّرون الناس ويقتلونهم بناءً على تُهْمةٍ وافْتِراء، فيما نَجِدُ التيميّةَ وأئمّتَهم أنفسَهم يفعلونَها وبأبشعِ صورِها، كما في رفع شعار التوحيد وإذا بهم يجسّدون الإشراك بأفحش وأبشع وأخسّ صورهِ، وبما يفوق التصوّر!! حتّى جعلوا من الله مليارات الأرباب المتجسّدة في صور والمتجسّدة في أجسام مختلفة ونجِدُ كُتُبَهم وخُطَبَهم ومجالسَ حديثِهم الخاصّة والعامّة ممتلئة ومكتظّة بِذِكْرِ الأموات وإحياء سيرتِهم وتمجيدِ وتزويقِ صورةِ من يشاءون منهم ومدحِهم والترحّمِ عليهِم، فيما نَجِدهم يأفكون غيرَهم ويفترون عليهِم ويسبّونهم ويطعنون بهم ويلعنونَهم ولا تستغرب لو وجدَّتهم يُنْهُونَ مجالسَهم بذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) حسب ما يخدِمُ مجالسَهم الشيطانيّة المكفّرة الإرهابيّة القاتلة، ونكتفي بذكر نموذج واحد من مجالسهم و روزخونياتهم عن إمامهم ابن كثير: ففي البداية والنهاية13/(233ـ 250) (( وهو يتحدّث عن أسلافه وقادته وأمرائه وأئمّته وزعمائه ورموزه وعن مصائبهم)) قال: {{ ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة(656هـ):[فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا]:
اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَجُنُودُ التَّتَارِ قَدْ نَازَلَتْ بَغْدَادَ صُحْبَةَ الْأَمِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى مُقَدِّمَةِ عَسَاكِرِ سلطان التتار، هولاكو خان - أنا أقرأ هذا حتّى أوصل الصورة إليكم- أنّ ابن كثير وابن تيمية وأصحاب المنهج التيمي يذكرون قصص وخزعبلات وأساطير عن أئمّتهم وأصحابهم. أمر آخر هم ينقلون عدد المقاتلين والغدر والخيانة والمظلومية وحجم الجريمة وعدد القتلى والتحرك والمبيت والأموال والأعداء...، إذن ما الفرق بين هذا وبين من يتحدّث عن مصيبة الحسين وتحرّك الحسين ومقتل الحسين وآل الحسين عليهم الصلاة والسلام؟ هو يتحدّث عن مظلوم وظالم كما أنت تتحدث عن مظلوم وظالم حسب اعتقادك، لماذا تكفّره ولا تكفّر نفسك؟!! هذه كتبكم تمتلئ بهذه المجالس، فلماذا تبيحون وتجيزون هذا الأمر لأنفسكم وتمنعونه عن الشيعة والروافض والصوفية وباقي المسلمين؟!! هو يقول: اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَجُنُودُ التَّتَارِ قَدْ نَازَلَتْ بَغْدَادَ صُحْبَةَ الْأَمِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى مُقَدِّمَةِ عَسَاكِرِ سلطان التتار، هولاكو خان. ونحن نقول: كما تحرّك جيش الكوفة، جيش ابن زياد، جيش يزيد، جيش عمر بن سعد، نحو الحسين وآل الحسين وأصحاب الحسين)) ...
جاء ذلك خلال المحاضرة (40) من بحثه الموسوم (وقفات مع توحيد بن تيمية الجسمي الأسطوري ) للمهندس المحقق الصرخي الحسني في5 - 5 - 2017م, ومن خلال هذه الالتفاتة للمعلم الصرخي يتبين لنا سبب تحريم التيمية للمجالس الحسينية الخاصة بالإمام الحسين ( عليه السلام ) لأنهم لا يريدون كشف مظلومية آل البيت ( عليهم السلام ) هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يريدون أن تفضح حقيقة إمامهم وخليفتهم يزيد بن معاوية قاتل النفس المحترمة.
بقلم نوار الربيعي