هذه حرب وليست كأي حرب..وللحرب رجالها وقادتها. وعقيدتها وثقافتها وخططها وتكتيكاتها وافكارها المتجددة…فالسلاح لايشفع ولايحمي حامله ولايغير نتيجة .بل الرجال هم من يصنعون الحدث والنتيجة …هذه صورة تختزل مشهدا حربيا دمويا يكشف مصير كل جندي وضابط سعودي في المعركة .. لم يتوقع أو يتخيل عقل الجندي والضابط السعودي ان يعيشه و يكون وقوده المحترق يوما ما ولكن حدث ذلك ..فمن المنزل إلى العمل وبين تغيير الزي العسكري إلى الزي المدني سويعات من الزمن اشبه بالروتين لدى منتسبي #الجيش_السعودي ونهاية كل شهر يقبض آلاف الريالات كراتب شهري لم يقدم مقابله سوى الجلوس بغرفة عسكرية مكيفّة فقط وفجأة يُزج هذا الجيش الثعالبي في حرب ضارية تأكل الاخضر واليابس لم يعهد لها مثيل ولم يسبق له ان خاض تجربة عسكرية ميدانية ابدا….
جيش عسكري رخو روتينه اليومي مجرد أكل وشرب ونوم سواء في الوحدة العسكرية الترفيهية والعودة إلى المنزل الفخم اصطدم بأسياد الحرب واي اسياد بل ملوك الحرب واي ملوك بل اسود حرب مرعبة جسورة محترفة لاترحم العدو اينما حلّ واينما كان وماذا لديه من السلاح والامكانات . أسود عصرتها الحياة العسكرية بقسوة ..صقلوا اجسادهم بالتدريب القاسي فتحولوا إلى الاسود الخبيرة في القتال التي قهرت أصعب الظروف واقساها..علمتهم الحرب تلو الحرب تلو الحرب الصلد والجلد والثبات واقتحام ساحات الوغى ببأس شديد وعزم فولاذي وارادة صلبة لايرون الاعداء سوى جرذان وعناكب برّيه يجب سحقها..
لذلك مِنَ المنطقيِّ أنْ يعيش الجنود السعوديون في صدمة عسكرية قاسية و ازمة نفسية صعبة وروح معنوية ممزقة وفكر متشتت وذهنية ميّتة وحالات هلوسة نتيجة ظروف قتالية صعبة، يعانون فيها مِنَ الخوف و الذعر، مِنَ الموت في كلِّ لحظة، و لا يَرَوْنَ حولهم إلا القتل و الدمار و النيران و القنابل والقنص من كل ناحيه. و هذا يعنى بالنسبة إليهم أنه يُلْزِمُهم أنْ يدفعوا ثمنًا باهظًا الا وهي حياتهم التي بالنسبة للسعوديين هي غاليه جداً لكن تحقيق أهدافهم التي التحقوا مِنْ أجلها بالقوات المسلحة السعودية رمتهم في حلبة الموت فجأة الا وهي حلبة اليمن.ثلاثة اعوام لن ينساها الجيش السعودي ماذا حدث له من قبل رجال الجيش واللجان الشعبية في جبهات جيزان ونجران وعسير. لذلك تحدث بعض الأطباء النفسيين العسكريين.
والذين شخصّوا الحالة النفسية والمعنوية للجيش السعودي بانه في حالة عسكرية مأساوية سوداء وقاسيّة نتيجة ما رأوه في المعارك ونتيجة ما عانوه وعاشوه وما خسروه وعدد الهزائم التي نالوها ..حيث علل الاطباء النفسيون ان الاسباب كثيرة والرئيسية منها يعود إلى غياب العقيدة العسكرية الحيّة والصحيحة والثقافة العسكرية الجهادية والروحية القتالية الوطنية وانعدام الهدف العادل من هذه الحرب اضافة إلى انعدام التلاحم بين الافراد والقادة والافتقار إلى الخبرة العملياتية وضعف التأهيل البدني وتدني مستوى القادة في التخطيط والتنفيذ العملياتي الذين لايصلحون ان يكونوا قادة حرب والأهم من ذلك ان الخصم “الجيش واللجان” خصم عسكري محترف وخبير وشرس في المعركة.. هذا التقييم النفسي العسكري من قبل المختصين هو محصلة البحث عن الخلل الكارثي الذي يسيطر على الجيش السعودي وخصوصا القوات البرّية ..
الحقيقة