تقديس المصطلحات ابعدتنا عن جوهر الدين

أحد, 10/22/2017 - 09:07
بقلم : سامر محمد

في يومنا المعاصر اكتسب الاسلام خصوصا والدين عموما خاصية تقديس المصطلحات والمسميات دون المعاني فأدى الى وأد المبادىء تحت طائلة تلك المسميات والالفاظ الجوفاء من المعاني أو الجوفاء من جوهرها ، لان اسم الاسلام أصبح شغلنا الشاغل دون ( جوهر ) وروح هذا الاسلام فرفعت شعارات ( الاسلام هو الحل ) دون فهم دقيق لروح هذا الشعار مما أدى بالحاق آثار الفشل بالإسلام ككل ...
ورفعت وقدست اسماء المذاهب على حساب الدين الرباني ، فأصبح التمذهب والتخندق الطائفي غاية دينية وعبادية !!
ورفعت اسماء الصحابة وآل البيت عليهم السلام وقدست دون النظر إلى طبيعة حياة وسيرة أولئك الابرار ، ورفع شعار العودة للقران دون فهم للقران ! وقدست الشعائر مفرغة من جوهرها وأغراضها ، حتى الصلاة والزكاة والخمس والصيام وحتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تم حرفه عن روحه وما اراده له المشرع والمولى عز وجل .
وقدست المساجد دون بناء على أساس التقوى ، وقدست الشعائر الحسينية دون فهم أساس تلك الشعائر وروحها .....الخ
وبصورة عامة ومختصرة تم تقديس الاسماء واقصاء المعاني والاغراض الالهية عن كل مايتعلق بالدين الالهي فاصبح الاسلام غريبا كما كان .
وهذه الامور التي ذكرناها تتطلب إعمال العقل والمنطق وعرض اي مسألة سياسية أو اجتماعية على العقل حتى يكون الفيصل بين المنهج الصحيح والرسالي وبين المنهج الضال المنحرف عن نهج الله تعالى ورسله ... والحض على التفكر والتعقل واستخدام العقل ورد وتكرر واضحا وجليا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ...
الى هذه المعاني نجد سماحة السيد الاستاذ الصرخي الحسني يشير الى تلك المفاهيم وخاصة في محاضرته ال (15) من بحثه ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم ) والتي القاها يوم السبت 8 ربيع الثاني 1438 هــ الموافق 7- 1- 2017 مــ .:-
( هذا هو العقل، وهذه هي مدرَكات العقل التي اعتمدها الله (تعالى) في تبليغ الإنسان وباقي المخلوقات، فكرَّر (سبحانه وتعالى) في كتابه المجيد معاني العقل، والعقلاء، وذوي الألباب، والنُّهى، والفكر، والتفكّر، والنظر، والتدبّر، والتبيّن، والتبيين، والبيان، والتفقّه، والعلم، والعلماء...)
قال الله الخالق العليم الحكيم: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} طه:54/طه:128،
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} البقرة:269/آل عمران:7،
{وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر:18،
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الرعْد:4/النحل:12/الروم:24،
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} الحج:46،
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} النساء:82،
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد:24،
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فصلت:53،
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الأعراف:176،
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الرعد:3/الروم:21/الزُمَر:42/الجاثية:13،
{قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} النساء:78،
{انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} الأنعام:65،
{قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} الأنعام:98،
{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} المنافقون:7،
{وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} البقرة:230،
{قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الأنعام:97،
{كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الأعراف:32،
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ... قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة:118،
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر:9]]

بقلم : سامر محمد

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف