عند الإطلاع على آراء ابن تيمية وخصوصاً في كتاب " بيان تلبيس الجهمية " تجد من الآراء والعقائد الغريبة والعجيبة التي لا يمكن أن تخرج عن إطار التجسيم والتشبيه للذات الإلهية المقدسة وهذا بشكل واضح وصريح ولا يمكن لأي عاقل منصف أن ينكره, فتجد أن ابن تيمية في هذا الكتاب على وجه التحديد يجعل لله سبحانه وتعالى الصور والأشكال المتعددة!! ويقول أن لله تعالى – عما يصف ابن تيمية – صورة والأغرب من ذلك فقد جعل الله سبحانه وتعالى من ضمن إطار الموجودات في الكون وعلى هذا الأساس عمم وأطلق بأن تكون لله صورة, فقد قال ابن تيمية في كتاب " بيان تلبس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية " في الجزء السادس، الصفحة خمسمائة وخمسة وعشرون ( 525) ((كما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلابد لكل موجود قائم بنفسه من صورة يكون عليها ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يقوم عليها))!!..
ورأي ابن تيمية هذا يرجعنا إلى حديث الشاب الأمرد الذي قال عنه ابن تيمية بأنه حديث صحيح, فبعض أتباع المنهج التيمي يقولون بأن شيخهم قد صحح الحديث لكنه لا يعتقد بالتجسيم ولم يقل أن لله صورة ولم يتبنَ ذلك الحديث، فنقول لهم ماذا تسمون رأي ابن تيمية هذا الذي ذكرته ؟ ألم يجعل الله سبحانه وتعالى من ضمن الموجدات وهو الله الذي ليس كمثله شيء فابن تيمية عمم القاعدة حتى على الذات الإلهية المقدسة (...فلابد لكل موجود قائم بنفسه من صورة يكون ...) من أجل أن يثبت أن لله سبحانه وتعالى صورة وهي صورة الشاب الأمرد الجعد القطط !! ومن أجل إتمام الحجة على الجميع نذكر ما قاله المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" حيث طرح عدة فرضيات تكشف حقيقة هذا الفكر الخرافي، حيث قال :
{{... أ- إن كان جوابهم بالتأويل للمعاني، فقد ناقضوا أنفسهم وخالفوا منهجهم من عدم التأويل، التفت: الآن عندنا أسئلة واستفهامات عن معاني، وعندنا أسئلة واستفهامات عن تأويل رؤيا وهنا الكلام عن التأويل في المعاني، أقول: إن كان جوابهم بالتأويل للمعاني. يعني يقول: يُقصد بروضة خضراء كذا ، ويقصد بان قدميه في خضرة كذا، وحلة خضراء كذا، وموفر أو موقر كذا، والشاب معناه كذا..، كتفسير كمعنى، استخدم التأويل والمجازات وعليهم التسليم بصحة وحلّيّة منهج المعتزلة والأشاعرة والشيعة في التأويل في موارد التشبيه والتجسيم أعاذنا الله من المشبّهة المجسّمة، الأشاعرة والمعتزلة والشيعة يلتجئون إلى التأويل متى؟ في الموارد التي فيها تشبيه وتجسيم، يقولون هنا لا يُراد به المعنى الصريح، لا يُراد به المعنى المنسبق، لا يُراد به المعنى الحقيقي، وإنّما يؤول؛ يُراد به المعنى الآخر، يُراد به المعنى المجازي، يُراد به المعنى الثاني بالقرب، المعنى الثاني الذي ينسبق إليه الذهن وهكذا.
ب ـ وإن كان جوابهم بالإيجاب ولو على سؤال واحد من تلك الأسئلة فقد شبّهوا وصاروا مشبّهة وتعالى الله عمّا يقول المشبّهة الضالون.
جـ ـ وإن كان جوابهم بالإيجاب على كل الأسئلة فقد ثبت إنهم مشبّهة مجسّمة وأرباب التشبيه والتجسيم ومنبعه وأصله، (يعني تجسيم أصلي خط ونخلة وفسفورة).
د ـ وإذا كان جوابهم بالسلب على كل الأسئلة فنفوا عن الله كل ما رأَوه في المنام، فهنا الطامة الكبرى، فإنّهم لم يَرَوا اللهَ في المنام بل رأوا الشيطان، بصورة شاب أمرد وَفرة جعد قطط...، والمصيبة الكبرى إنّهم يزعمون أنّهم موحدون وأهل التوحيد ويقتلون الناس بدم بارد وبوحشية منقطعة النظير، نعم إنّهم أهل توحيد الشيطان والإرهاب والإجرام!!!.
فالرواية ساقطة باطلة جزمًا مهما كان رواتها، فلا قدّسية لأحد أبداً ولا لكتاب غير القرآن أبداً، مع التشبيه والتجسيم وتنزيل الشيطان منزلة الله سبحان الله وتعالى عمّا يقول الحَشْويّة الدواعش التيمية المفسدون...}}.
فابن تيمية يسعى وبكل طريقة أن يجعل للذات الإلهية صورة وجسم ويخضعها لقوانين ونظريات تنطبق على كل الموجودات – إلا الله سبحانه – ومع ذلك يتهم الفرق الإسلامية الأخرى بالتجسيم والتشبيه ويكفرها على هذا الأساس وهو أولى بالتكفير.
بقلم نوار الربيعي