تتعرض منطقة الشرق الاوسط، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، موجات من التغيير المناخي العاصف، ورياح عاتية، تنذر بوجود انقلابات، باتت تلوح بألافق خصوصا بعد السيناريو اﻷخير للازمة بين السعودية ولبنان، بغض النظر عن كواليس هذا المسلسل، اﻻ انه شغل الرأي العام، واشعل مواقع التواصل بمختلف التكهنات، بدءا من الاستقالة المفاجئة للحريري، وانتهاء بحملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي، التي طالت عدد كبيرآ من الامراء، وافراد من العائلة المالكة.
بات المشهد كأنه تحرك للصفيحة الجيلوجية للطبقة الحاكمة للبلاد العربية، الا ان هذه الاحداث الساخنة، لايمكن ان تقارن بما حدث من هزة ارضية، كان مركزها شمال العراق، وانتشرت لتشمل بعض دول الجوار، وصلت درجة قوتها الى 7 على مقياس رختر، حدث جعل الجميع يدرك ضآلته، امام هذا الكون الهائل وخالقه، ويعيد حساباته من جديد!
وقد نقلت بعض القنوات لحظات الهزة، خصوصا تلك التي كانت تبث برامجآ مباشرة، كما سارعت القنوات الاخبارية الى تغطية ميدانية، للوقوف على الاضرار والخسائر الناجمة عن تلك الهزة العنيفة، كما نقلت صور الاهالي، وهم مازالوا حتى ساعات متأخرة من مساء الامس في الشارع.
اضافة الى تضرر العديد من الدور السكنية القديمة، بتصدعات غائرة، وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من المنشورات الدينية والادعية المرتبطة بمثل هكذا ظواهر كونية.
لكن السؤال ما الذي كنا عليه قبل لحظة الهزة الارضية؟ وما الذي خرجنا به بعدها؟ سؤال جوهري يعكس خط سير الانسان، ومراجعة شاملة لما نحن عليه، هل نحن على الطريق الصحيح؟ ام اننا بحاجة الى اعادة النظر بتغيير مسار حياتنا من جديد؟
رسل جمال