لم تكن الرسالة السماوية السمحاء التي حملها أشرف خلق الله الرسول الأعظم الأقدس محمد بن عبد الله (عليه الصلاة والسلام) موقع فخر واعتزاز لدى المسلمين فقط بل كل العالم وبكل طوائفهم لأنها رسالة الحق والإنصاف والتضحية والفداء تجاه جميع البشر ، لذلك حاول بعض المنحرفين أهل الزيف والخداع والتكفير تحريف تلك الرسالة وأبعدها عن خط الاعتدال الصحيح ومارسوا أبشع الجرائم بحق الخط المعتدل الذي تمثل بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) وهذا ما سجله التاريخ سابقاً ويسجله الواقع اليوم بالممارسات التعسفية القمعية التي عملها أصحاب الفكر الداعشي تجاه جميع المسلمين لذلك
يبقى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المُعلم الكبير والمُربي الفاضل ، وله الفضل بعد الله تعالى في خلاص الإنسان بمختلف توجهاته العقدية والقومية ، من متاهات الخداع الجاهلي وشعارات النفاق الوثني ، بطرحه أفكارًا رسالية سماوية تدعوا للفكر التنويري المعتدل ، والقيم المثالية الواقعية ، والمفاهيم العقلائية الصحيحة ، والرحمة الإلهية التي تمثلت بالرسول محمد بن عبد الله ، لتكون هبة الخالق الرحمن الرحيم لعباده (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ، فكانت خُلقه الرفيعة مصداقًا حقيقيًا لسعة حكمة الخالق ورحمته الواسعة ، التي شملت الناس جميعًا بمختلف عروقهم وأجناسهم وألوانهم ، وهذا ما كرههُ فيه بنو أمية بنهجهم الظلامي الذي تجاوز على الذات الإلهية المقدسة والمعادي لآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار، الذي تمثل بفكر ابن تيمية وأئمته الخوارج المارقة بمجمل خزعبلاته وأساطيره الوثنية التي تصدى لإبادتها ونسفها المحقق الأستاذ السيد بنتاجه الفكري العقائدي الثر وبحوثه الموسومة ( الدولة المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ).
فالواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي يلزمنا ان نسير ونقتدي قولاً وفعلاً بسيرة النبي وعترته الطاهرة وأن نمثل ذلك بما يليق بنا كمسلمين ، ونعكس صوره حسنة في كل أفعالنا وأقوالنا لكي نكون خير دليل على قوله تعالى ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران .
سامي البهادلي