(وكالة العرب+وكالات)نتيجة لغروره وطيشه، وعدم خبرته في الشؤون العسكرية والحربية، وجهله بأمورهما، إعتقد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد في ذلك الوقت، أن العدوان الذي شنه على الشعب اليمني بأوامر أمريكية وصهيونية، ظلماً وطغياناً، إنه مجرد نزهة عسكرية !! سيحسم- بن سلمان – الحرب لصالحه في ظرف أيام معدودة، وفي أسوء الأحوال، لا تستغرق العلميات العسكرية أكثر من ثلاثة أشهر، وسيحقق لأمريكا ما تريده من إعادة للهيمنة على اليمن، وإعادة عميلهم المنتهية صلاحيته والفار، هادي عبدربه منصور، بعد إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء، وإعادتهم إلى كهوفهم في صعدة "!! على حد قول المتحدث السابق بإسم العدوان أحمد العسيري.
وبحسب المقاييس العسكرية، وطبقاً للمعادلات العسكرية الراجحة جداً للنظام السعودي وحليفه الإماراتي، فإن النتيجة سوف تكون محسومة لهذين النظامين العدوانيين بعد الألف يوم من العدوان... لكن هذه المعادلات لا تنطبق أبداً على حالات الشعوب أو المقاومة المؤمنة بعقيدتها وقيمها، حرب تموز بين حزب الله والكيان الصهيوني عام 2006، وكذلك حرب العدو مع المقاومة الفلسطينية عام 2009، قبلها حرب فيتنام مع أمريكا، وحرب أفغانستان مع السوفييت، والأمثلة كثيرة شاهد على ذلك. وعدوان السعودية والإمارات على اليمن، مثال آخر وحي يضاف إلى تلك الأمثلة المشار إليها، والتي لم نذكرها... فماذا حصد بن سلمان من هذه الحرب الظالمة بعد ألف يوم على الشعب اليمني !؟
للإجابة على هذا السؤال نذكر الحقائق التالية.
اعتراف الخبراء العسكريين ومن بينهم دول تدعم السعودية والإمارات كأمريكا وبريطانيا بفشل العدوان عسكرياً وإقرار هؤلاء باستحالة الحسم السعودي الإماراتي العسكري للوضع في اليمن، بناءاً على تطورات ومعطيات الميدان العسكري في كافة الجبهات، إذ أبدى الحوثيون والجيش اليمني صموداً مذهلاً بوجه زحف موجات العدوان وكبد المهاجمين المئات من القتلى وآلاف الجرحى خلال من هذه المدة، بل عشرات الآلاف من القتلى والجرحى فضلاً عن تدمير الآلة العسكرية المتطورة للعدوان، أكثر من ذلك، أن أنصارالله والجيش اليمني فتحوا جبهات داخل السعودية في نجران وجيزان وعسير ، وثمة شهادات كثيرة للخبراء في هذا الإطار نذكر منها ما يلي:
وفيما ازداد النظام السعودي بعد1000يوم على العدوان ضعفاً عسكرياً وسقوطاً أخلاقياً ازداد أنصارالله والجيش اليمني قوة عدة وعديداً، ويشكل إيجادهم لمنظومة صاروخية تتطور بسرعة قوة ومديات معلماً بارزاً حتى أنها طالت العاصمة الرياض عندما قصف أنصارالله بها رمزاً سيادياً للملكة وهو قصر اليمامة الذي يمارس فيه الملك مهامه، وباعتراف أمريكي أصاب الصاروخ القصر، إذ شكل هذا الاعتراف إحراجاً للنظام السعودي، الذي ادعى بأن منظومة الباتريوت المضادة قد أسقطته !!
على أي حال المنظومة الصاروخية اليمنية التي تتطور بسرعة إلى جانب منظومات أسلحة جديدة من أنواع مختلفة تتطور هي الأخرى أو تنتجها المصانع العسكرية اليمنية الفعالة والنشطة...كل ذلك رسم معادلة جديدة للمشهد، فلأول مرة يفرض أنصارالله والجيش اليمني بهذا التطور ميزان رعب على الطرف الآخر، الذي يتباهى بقوته الجوية المتفوقة. وفي خطابه الأخير أعلن قائد أنصارالله عبدالملك الحوثي الصيغة النهائية لهذه المعادلة وهي اذا ضربتم صنعاء سنضرب الرياض وأبوظبي، واذا ضربتم منشآت حيوية فسنقصف منشآتكم ومنها النفطية وهكذا، فكل المدن السعودية والإماراتية باتت تحت مرمى المنظومة الصاروخية اليمنية. وقد لاحظنا كيف أن هذه المنظومة أدخلت الرعب والخوف في نفوس آل سعود، ودوخت الأميركان والغربيين ولم يجدوا مجالاً للتخفيف من وطأتها سوى الادعاء بأن إيران زودت أنصارالله بها، لكن عادت هذه الدوائر الأمريكية لتعترف بالحقيقة إنها يمنية خالصة وجوداً وتطويراً ما ضاعف من خوف وهلع آل سعود.
بعد سقوط رهان الحسم العسكري، ورهان ارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني سقط آخر رهان للعدوان ولأمريكا، وهو علي عبدالله صالح ، وقد اعتبر الخبراء الغربيون والأمريكان، انه بالقضاء على صالح دخل اليمن مرحلة جديدة تختلف عن المرحلة السابقة اختلافاً كلياً فأصبح اليمن في المرحلة الجديدة أكثر تماسكاً وأكثر حصانة بعد ما قضي على أهم أوكاره في عمق الجبهة الداخلية، ولذلك لاحظنا أن الاميركان سارعوا إلى مغازلة أنصارالله بالقول، إنهم يضمنون لأنصارالله دوراً سياسياً في اليمن بشرط ألّا يقصفوا السعودية بالصواريخ، بل وهناك أحاديث عن تحرك دبلوماسي وراء الكواليس لإحياء المفاوضات وحل الأزمة حلاً سياسياً بعد ما سقطت كل خيارات النظام السعودي التي كان قد راهن عليها، وبعد ما وصل داعمو آل سعود الاميركان والصهاينة إلى قناعة، بأن استمرار العدوان لا يحصد منه النظام السعودي سوى الأسوأ، فكل المعطيات الميدانية باتت تؤشر إلى هزيمة العدوان وانتصار الشعب اليمني بجيشه وأنصاره.