ما إن راجت أنباء حول وجود معدن الذهب في منطقة " انشيري" وظفر معظم الباحثين بكميات منه، حتى تقاطر شباب العاصمة الموريتانية نواكشوط، فرادى وجماعات على محلات شراء أجهزة التنقيب عن الذهب، وعلى الإدارات الحكومية المعنية للحصول على تراخيص للتنقيب السطحي عن الذهب.
قرابة مليوني أوقية "5 آلاف دولار" هي تكلفة اقتناء الجهاز و الحصول على الرخصة و ايجار سيارة توصل الى تلك المنطقة، ومعظم العاطلين عن العمل لا يتوفرون على هذا المبلغ، لكنهم يتفقون على تشكيل فريق من ثلاثة إلى أربعة أفراد وتقاسم أعباء الرحلة على أن يتقاسموا عوائدها، غير أن الغنائم كانت جد شحيحة، ولم تصدر أيّ أخبار عن اكتشافات تستحق الاهتمام.
عشرات الآلاف من الموريتانيين شبابا و شيبا، عاطلون عن العمل وإداريون و رجال أعمال، قصدوا منطقة "الدواس" على بعد أكثر من 200 كيلومتر شمال نواكشوط، بحثا عن الذهب فأصبح الموضوع هو حديث الساعة ومحور مجالس الموريتانيين بمختلف مشاربهم، ووصفتها الصحافة المحلية بأنها " حمى الذهب" التي انتشرت في موريتانيا .
إسحاق ولد الفاروق هو أحد أشهر الشباب الموريتانيين الباحثين عن الذهب، فقد قرر هذا الشاب أن يعيش تجربة البحث عن الذهب بنفسه ويقف على حقيقة الأمر بأم عينه، وذلك بعد التضارب الذي شهدته بعض المصادر من هناك، كما قرر أن يضع أصدقاءه ومتابعيه في فيسبوك في الجو الحقيقي للتجربة من خلال الصورة و التعليق وعبر جميع مراحل رحلة البحث، وبكل تفاصيلها.
يقول لـCNN بالعربية: "قضيت ثمانية أيام في تلك المنطقة كانت فترة كافية للوقوف على حقيقة الأمر وكنهه، زرت خلالها جميع المناطق التى يعتقد أنها أماكن وجود الذهب. خلال إحدى مراحل التنقيب، يصوم الجهاز طويلا عن الرنين حتى نحسبه متعطلا، وفي مراحل أخرى وفي منطقة " الدواس" بالتحديد حيث المكان الأكثر احتمالا لوجود الذهب و الأكثر قربا من المنطقة الممنوحة لشركة كندية عالمية تتولى عملية استخراج الذهب بموجب اتفاقية مع الحكومة الموريتانية، لا يسكت الجهاز عن الرنين".
ويتابع إسحاق: "لقد فسر بعض النابهين هذا الأمر بأنه تشويش متعمد على أجهزتنا من طرف الشركة الكندية، في حين فسره بعضهم على أنه تداخل في التذبذبات بين الأجهزة نظرا لكثرتها (حوالي 5000 جهاز)، وقال آخرون إن صخور المنطقة يكثر فيها معدن الحديد وهو ما يسبب تشويشا على الأجهزة".
ويضيف إسحاق: "قرب سياج الشركة الكندية حصلنا علي بضعة غرامات من الذهب، وهي كل ما تحصلنا عليه خلال هذه التجربة المريرة، وثمن هذه "الغرامات" لا يغطي 5 % من تكاليف الرحلة، آلاف الشباب الموريتاني رجعوا من هذه الرحلة بخيبة أمل كبيرة، وشيء ليس يسيرًا من الحسرة وكثير من الغضب على ضياع وخسارة أموال طائلة، الحكومة تبيع الوهم لشبابها".
الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ وخلال رده على سؤال حول خيبة أمل المنقبين عن الذهب في المؤتمر الصحفي الأسبوعي قال إن البحث عن الذهب في صحراء " اينشيري" مثله مثل غيره، فهناك من كان له الحظ وتحصل على بعضه، وهناك من لم يحالفه الحظ ولم يجد شيئا، أما الحكومة الموريتانية فقد قامت بعملية تنظيم عملية التنقيب عنه لا غير، وفق كلامه.
CNN