تناقلت وسائل إعلام مغربية وموريتانية خبر تعيين سفير لنواكشوط بالمغرب. الخبر، الذينقله أيضا موقع قناة تلفزية مغربية عمومية، ولم يجر تأكيده رسميا، على الأقل عبرالموقع الرسمي لوزارة الخارجية المغربية، أحيى النقاش حول العلاقات المغربية الموريتانية.
يأتي ذلك في سياق عرفت فيه العلاقات الموريتانية المغربية حالات مد وجزر، خصوصا مع وجود عدد من القضايا الخلافية بينهما.
لكن، ما سبب الخلاف بين الرباط ونواكشوط؟ وهل لملف الصحراء علاقة به؟
علاقات مضطربة
بحسب المحلل السياسي الموريتاني، الحافظ ولد الغابد، فإن العلاقات بين المغرب وموريتانيا شهدت، خلال السنوات الأخيرة، مستوى كبيرا من التوتر.
ويرجع ولد الغابد ما أسماه توترا إلى “غياب سفيرين معتمدين في البلدين، بعد وفاة السفير المغربي في نواكشوط، عبد الرحمان بن عمر، وتأخر موريتانيا في تعيين سفير لها في الرباط منذ سنة 2012”.
ويؤكد ولد الغابد، في حديث لـ”أصوات مغاربية”، أن مسألة غياب السفيرين تعكس “علاقات مضطربة” لها أسباب عدة، على حد تعبيره.
ومن عوامل هذا التوتر، حسب المحلل السياسي الموريتاني، التنافس بين البلدين على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى تنافس الجارين على الحصول على مقعد مؤقت في مجلس الأمن، قبل أن تظفر به الرباط.
عامل آخر يفسر ما يعتبره ولد الغابد خلافا بين المغرب وموريتانيا، وهو العلاقات بين نواكشوط والجزائر، والتي تجري على نحو “لا تنظر إليه الرباط بعين الرضا”، حسب المحلل السياسي الموريتاني.
ويظل ملف الصحراء الغربية أحد أبرز الملفات المحددة للعلاقات الدبلوماسية المغربية، خصوصا أن الرباط عمدت إلى نسج علاقات قوية مع البلدان التي تدعم أطروحة “مغربية الصحراء”، بحسب ولد الغابد.
في مقابل ذلك، يعتقد الحافظ ولد الغابد أن موريتانيا اتجهت، لأول مرة، إلى خلق مستوى من التوازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر، من خلال عقد اتفاقيات تعاون مع الرباط، وربط طريق تصل بين المدن الجزائرية والموريتانية.
ملف الصحراء
كما يؤكد المحلل السياسي الموريتاني، دائما ما كان يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين، ذلك أن نواكشوط، حسب المتحدث ذاته، اختارت أن يكون موقفها في خانة “الحياد الإيجابي”، في انتظار التسوية الأممية للملف، في حين أن علاقتها مع جبهة البوليساريو “تشكل أحد عوامل التوتر”، وفق قوله.
فكيف ترى الرباط، في المقابل، علاقتها مع نواكشوط؟.. عن هذا السؤال يجيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الزهراوي، قائلا إن هذه العلاقات وصلت إلى مستويات كبيرة من التوتر، بلغت حد القطيعة بينهما، محملا الجارة الجنوبية للمغرب مسؤولية هذا التوتر.
ومن أبرز عوامل التوتر، يؤكد الزهراوي، في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، “عدم دعم موريتانيا للمغرب في عودته إلى منظمة الاتحاد الأفريقي”، بالإضافة إلى “ربط طريق بين المدن الجزائرية والموريتانية”، وأيضا “التأخر الذي حصل في تعيين السفراء بالبلدين”.
ويشدد المتحدث ذاته على أن ما يزكي هذه القطيعة غياب أي لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد عبد العزيز، أخيرا، فيما يعتبر أن خطوة تعيين سفير جديد في الرباط “تبقى إيجابية لإعادة العلاقة بين البلدين إلى سابق عهدها”.
ويضيف المحلل السياسي المغربي أن ولد عبد العزيز يحاول أن يبعث رسائل ود للرباط، “لكن أخذا بعين الاعتبار للعوامل السابقة، فإن الرباط لا تثق فيه وتنظر إلى كونه انحاز لخصوم المغرب”، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، هل يؤثر ملف عدد من المعارضين الموريتانيين الموجودين في الرباط على العلاقات بين البلدين. بحسب الزهراوي فإن “المغرب كان دائما حريصا أن لا يقوم هؤلاء المعارضين بأية أنشطة ضد الرئيس الموريتاني، بالنظر إلى أن خلفيات وجودهم اجتماعية وإنسانية”، وفق قوله.
المصدر: أصوات مغاربية